هاوي كتابة
آمال الشرابي
الممر
الممر....... فيلم الممر قد عَبًرعن جزء مصغرمن المجهود العظيم الذي قامت به قوات الجيش المصري .... فكان التخطيط والتنفيذ للهجوم العسكري على العدو الإسرائيلي بحكمة ودراسة واعية في حرب الإستنزاف بعد هزيمة 1967 ثم حرب 1973 .... وإن كان الفيلم لا يُظهر الصورة كاملة ولكنه صوًر لنا مشاعرقوات الجيش من أكبر رتبة وحتى أصغر رتبة من حب الوطن والتضحية من أجلة وكراهية الذل والهوان وبذل الجهد والدم في سبيل عودة كل شبر مُغتصب وعودة الكرامة للجندي المصري وللمصرين وجلاء العدوان عن الأراضي المصرية .... والشعب المصري الذي بات يصب غضبه على كل من له صلة بالجيش لزعمهم أنهم هم السبب في الهزيمة ولا يعلمون أن سبب الهزيمة هو البغتة والخيانة وقلة الوقت في تدريب الجنود على الأسلحة الحديثة... وحتى هذة البدلة العسكرية أصبحت وكأنها سمة من سمات العار والتي بات يفتخر بها كل مواطن مصري حتى الأطفال بعد حرب 73 .... ويستعرض الفيلم بعض مشاهد الغضب من الناس والألفاظ الدالة على ذلك عندما قال عامل السنترال لبطل الفيلم أحمد عز (الرائد نور) أصل الخطوط عندنا إتسحبت تعرفوا ترجعوها ؟! وكل من في السنترال أخذوا في القهقهة والضحك بسخرية ..... والفيلم يعرض الحالة النفسية السيئة للظباط والجنود بعد الهزيمة وإنعاكسها على حياتهم الشخصية عندما قال نور لزوجتة ...ليلى أنا عايزك تاخدي علي وتروحي عند باباكي شوية أنا ما بقتش الشخص اللي حبتيه وإتجوزتيه أنا بقيت واحد تاني أنا نفسي مش عارفة....ولكن الزوجة لا تتخلى عن زوجها وتسانده بل وتُفهٍم إبنها الصغير أن بابا جالة كابوس بس وهو صاحي ..... هذة المشاعر كانت تقريبًا في جميع البيوت المصرية في ذلك الوقت ربما منا لم يعاصرها ومنا من عاصرها ومنا من سمع ولم يراها كغيرها من الحروب والغزوات عبر التاريخ..... يأخذنا الفيلم أيضًا إلى ساحة القتال لنرى صورة أرض المعركة وصورة أخرى للأسرى المصريين وعدم تفوههم بكلمة واحدة عن الأسرار الحربية وتحملهم التعذيب والقتل العشوائي منهم ...وصورة أخرى لجندي يصوب ببندقيتة نحو العدو وهو مكشوف أمام العدو في قول شجاع مش مهم أموت المهم العدو اللي بنحاربة يبقى شايف إن إحنا عنينا في عنيه وإننا مش خايفين وإنه مش هيرتاح في الأرض دي أبدًا... يكفي هذا الفيلم أن يعرض الشعور الوطني لإيقاظ مشاعر الشباب نحو وطنهم وماذا وكيف ضحى الأباء والأجداد بأموالهم ووقتهم وجهدهم ومن دمهم وكيف إختلطت دمائهم وأنفاسهم بالتراب....... وشكرًا لكل من قام بهذا العمل الوطني وقدم هذا الفيلم وبهذة الصورة الرائعة وبالمجهود الضخم والهائل في فيلم الممر وشكرًا للقوات المسلحة التي هى بمثابة الدرع والسيف والحماية لهذة الأوطان كما قال الزعيم الراحل محمد أنور السادات. وستظل ملحمة السادس من أكتوبر هى ملحمة التاريخ وفخر لكل مواطن عبرالأجيال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف