سمير الجمل
هل انتهت فعلا.. "دولة العواجيز"!
* * بشر الشاعر عبدالرحمن الابنودي بانتهاء "دولة العواجيز" بعد ثورة يناير ..2011 فهل انتهت فعلا.. بعد انعقاد المؤتمر الثالث للشباب بالإسماعيلية بحضور الرئيس السيسي؟
* هذا سؤال مضحك.. لانه موجه إلي واحد من العواجيز ولكني بالحس الدرامي والإنساني سوف اتقمص دور الشباب وان نظرت بعين صاحب الشعر الابيض إلي المشهد في مجمله.. فالقول بأن ثورة يناير شبابية صحيح.. لكن الحقائق تقول أيضا بأن الرغبة في التغيير.. جمعت الاشتراكي الثوري والفوضوي والإخواني واللص تعددت الاهداف والطموحات.. لكنها تلاقت في طريق تغيير نظام مبارك.. وقد حدث هذا.. لكن الأوراق اختلطت علي غالبية شعبنا.. فلم يعرف الفرق بين شاب اراد التغيير بروح مصرية خالصة وبين شاب آخر.. تحركه جماعة أو طائفة أو مذهب أو أجهزة مخابرات خارجية.. وقد قيل ان ميدان التحرير في ايام ثورة يناير كانت اشبه بساحة دولية لالعاب المخابرات بأنواعها.
وظهر الشباب في مواقع عديدة.. ورأينا الناشط السياسي.. يصبح نجما في أجهزة الاعلام.. لكن هل الدولة التي بلغت من المشيب مبلغها.. عادت بعد الثورة إلي شبابها واستردت عافيتها المفقودة ونضارتها الغائبة.. وشفيت من تصلب الشرايين وبطيء الحركة.. والجمود في الفكر..؟
لا يمكن الإجابة عن السؤال إلا إذا قدمنا تعريفا واضحًا.. عن الشباب.. والعجزة.. فهل يعقل ان تكون في سن شبابك وانت من الخاملين الذين افتقدوا الطموح.. وغابت عنهم الحيوية والحركة.. وهل تصدق ان عجوزا بلغ من الكبر عتيا.. واشتعل رأسه شيبا.. قد اجتمعت لديه رغبة عمره المديد حماسة الصغار وحكمة الكبار وقد أدرك ان دنياه ليست بأفضل من اخراه مهما جمع وأخذ وحقق.. وعليه ان يفسح جانبا وان يأخذ بيد من بعده.. ينتظر الفرصة.. فلا بأس ان يفوز الشاب بالموقع.. وان يتواجد الكبير إذا اقتضت الحاجة إليه.. كمستشار.. وعلينا ان نعترف ومع شديد احترامي للأباء.. ليس جميعكم بنفس المستوي والخبرة بل والقدرة علي العطاء.. ونفس الشيء للابناء.. هل نصارح أنفسنا.. بأن الشباب فيهم من لا يستطيع قيادة نفسه حتي نمكنه من قيادة غيره..؟
هنا السيسي
لحل هذه الاشكالية.. خرج علينا الرئيس السيسي ولأول مرة في تاريخ البلاد بفكرة مؤتمر الشباب.. وقد ربطه جغرافيا.. بانحاء مصر.. فلا فرق بين شمالها وجنوبها وشرقها وغربها وقد جاءت المؤتمرات بشرم الشيخ ثم اسوان واخيرا في الإسماعيلية.. ورأينا الشباب علي المنصة.. والرئيس في مقاعد المستمعين.. تكلموا واقترحوا وانتقدوا ومشهد اسوان الشهير مايزال في الأذهان.. عندما وقف الشاب الاسواني يكشف امام الرئيس وكافة المسئولين خداع رجال المحافظة وتصريف النفايات في النيل وعلي الفور قرر الرئيس الذهاب إلي الموقع والمعاينة بنفسه.. رأينا الشباب يجلس بجوار الرئيس في الصف الأول.. والوزراء وكبار رجال الدولة في الصف الثاني.. رأينا مناقشات تتم علي الهواء.. في اشارة إلي إعادة بناء دولة مصر العظمي بقوتها الكبري البشرية من شبابها الذين يمثلون 60% منها.. وقبلها رأينا الرئيس يقود دراجته وسط اولاده فجرًا.. وتجلت الدولة الشابة الفتية في ابطالها من رجال الجيش والشرطة الذين يقاومون الإرهاب ببسالة.. ورأينا بين الوزراء شبابا.. وفيهم معاون الوزير ومساعده وتزينت قاعة مجلس النواب بوجوه شابة لم يكن لها ان تصل إلي مواقعها لولا رغبة الناس في إعادة الشباب والنضارة إلي وجه الوطن.. في منظومة وطنية بديعة.. تمضي بحماس الشباب وحكمة الكبير بروح خضراء ندية.. وقد قال الأديب العالمي "فيكتور هوجو": المستقبل له وجوه كثيرة فهو المستحيل للمتشائمين والمجهول للخائفين.. والمثالي للشجعان المتميزين.