أحمد سعيد طنطاوى
أم كلثوم وهواء القاهرة الملوث
فى ستينات القرن الماضي جاء البروفيسور روزن وهو واحد من أعظم أطباء الأنف والأذن والحنجرة إلي القاهرة قال: إن أم كلثوم معجزة مرتين.. مرة بصوتها الجميل, ومرة لأن صوتها لايزال قويا رغم هواء القاهرة الملوث الذي تعيش فيه!!
اقتربنا من نهاية عشرينات القرن الحالى ولا يزال هواء القاهرة ملوثا بعيدا كل البعد عن البعد عن التحول إلى ذلك الهواء الذي كان يتنفسه الناس أيام محمد على باني مصر الحديثة.. والسبب أننا لا نجدد ذلك الهواء ولم نكثر من إنشاء الحدائق العامة ولم نغير أسلوب حياتنا.
حتي المدن الجديدة كأكتوبر والعاشر والعبور والشروق لم نوفر فيها حدائق عامة كبيرة ثم لصقناها بالقاهرة لتصب آلاف السيارات الداخلة إلى القاهرة عوادمها داخل العاصمة فلا بعدناها لنستريح منها ولا قربناها لتزيد الهموم عن القاهرة.
المواصلات العامة كانت من المفروض أن تكون أحد الحلول المهمة التى يمكن أن تنظف هواء القاهرة التى نريدها زاهية بهية نقية.
خذ عندك مثلا دراسة ظهرت يوم الثلاثاء الماضي تقول إن مدنًا مثل أوسلوا ولندن وأمستردام كانت الأولى فى جهود التخلص من انبعاثات الغازات الناتجة عن المواصلات العامة.. بينما احتلت القاهرة المرتبة الأخيرة وسط 35 دولة.
مدن أوروبا ويليها طوكيو وسول كانوا ضمن العشرة الأوائل.. يحتفلون بتشغيل المواصلات الصديقة للبيئة خاصة السيارات الكهربائية.. ويأملون فى انتشار الدراجات الهوائية، التى تعطي صحة للجسم وتقلل انبعاثات الكربون فى الجو.
أغلب هذه المدن يستخدم المواطن فيها المواصلات العامة عوضا عن التنقل بالسيارات الخاصة لأنها أكثر كفاءة وانتظام.. إنجلترا فى عام 2025 ستخفض نسبة التلوث إلى 60 في المئة عن أعوام التسعينات.. وليس الستينات عندما جاء روزن للقاهرة.
في الدراسة ظهرت مدن مثل نيروبي ومومباى واسطنبول قبل القاهرة رغم أنها كانت يوما ما عاصمة الدنيا ووجهة للباحثين عن سحر الشرق ومكانا لكوكب الشرق وصوتها الذى لم يتكرر ربما لتلوث الهواء فيها.