الجمهورية
سهير ابو العلا
رأي حر
مع بداية شهر شعبان واقتراب شهر رمضان وهي شهور البركة والرحمة والرضا والتسامح هل يمكن أن نعيد حساباتنا مع أنفسنا.. وننظر إلي هذه المعاني بعمق.. خاصة بعد أن انتشرت صفات داخل المجتمع عكس هذه المعاني الجميلة.. فقد أصبح الغضب من الصفات الاساسية داخل المجتمع وغالبا ما يكون الغضب بسبب أمور بسيطة لا تستدعي كم الغضب والإثارة والاستفزاز الذي يظهر عن بعض الاشخاص بمجرد رفضهم لأي سلوك أو موقف صغير أو كبير ولا يتوقف هذا الغضب عند هذا الحد ولكنه يستتبعه الفاظ نابية و"سب وشتائم" مقاطعة وإهانة للشخص الذي يغضب منه وتصل إلي حد الايذاء سواء في العمد أو حتي في العلاقات الاجتماعية وتتفاقم الأمور إلي درجة لا يصلح معها عودة الأمور إلي طبيعتها ولكن تزداد تعقيدا وقد تصل إلي حد مقاطعة الأسر أو الزملاء لبعضهم لمجرد غضب شخص من موقف أو كلمة أو حتي مجرد أوهام في مخيلة هذا الشخص.. فإذا كان الله سبحانه وتعالي قال عن نفسه "رحمتي سبقت غضبي" فهل يصلح للإنسان أن ينسي الرحمة ويسبقها بالغضب أو يفضل عليها الغضب وإذا تحدثنا عن احاديث رسولنا الكريم عن الغضب منها قال - صلي الله عليه وسلم أني لأعلم كلمة لو قالها الغاضب ذهب عنه ما يجد لو قال "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وقال إذا غضب أحدكم فليسكت لأن من يغضب قد يتلفظ سباً أو شتماً أو هدم بيته أو يجلب عداوة والسكوت هو الحل لتلافي كل هذا وعن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي أوصني.. قال لا تغضب وكررها ثلاث مرات.
أما علماء النفس فقالوا الغضب انفعال إنساني عادي طبيعي ولكن عندما يصبح إنفعال الغضب خارج إطار القدرة عن ضبطه أو السيطرة عليه سيتحول إلي أداة تدمير هنا يقال إن الغضب انفعال سلبي مدمر يوقع الإنسان في كثير من المشاكل التي قد لا يجد لنفسه خلاصا منها مثلا في العمل أو مثلا في العلاقات الاجتماعية.. وقسم علماء النفس الغضب إلي الغضب السلبي وهو ومجرد غضب دون أن نفكر في عواقبه أو نتيجته.. وغضب العناد وهو غضب من أجل الغضب وهو تلفظ بكلمات سيئة.. والغضب الايجابي هو أن تغضب لكي تعرف كيف تتعامل مع غضبك بشكل راق.
وقالوا أظهر غضبك للشخص من خلال تعابير وجهك وممكن تفهمه غلطه بشكل محترم أو تأجيل الحديث لوقت آخر أو الوضوء عند الغضب كما علمنا رسولنا الكريم لأن الماء يطفئ نار الغضب.
وركزوا علي أن الغضب قد يكون بغرض الدفاع عن حقوقك ولكن يرون أيضا أنه لابد أن نسلم في البداية أن الحياة ليست مثالية ولن تكون يوما من الايام وكل ما يجري لن يكون مثاليا أو علي أفضل ما نتوقع ونصحوا بإعادة وضع المواقف في إطار إيجابي أي ان نستبدل سبل الافكار المشحونة بالغضب لتفسيرات أخري أكثر سلاسة وافكار منطقية ومبررات ممكنة ومعقولة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف