الجمهورية
فريد إبراهيم
الأزهر والردود العملية
تنتهي اليوم أعمال مؤتمر السلام العالمي الذي يعقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء الشرق والغرب ويتحدث في نهايته بابا الفاتيكان الذي يزور مصر حالياً. وقد بدأ المؤتمر أعماله أمس الخميس. وقبله كان الأزهر يدير حواراً مع مجلس الكنائس العالمي وهو حوار دوري يتعلق بالعلاقات بين الأديان. وفي اليوم ذاته كانت كلية اللغات والترجمة قسم اللغة الفرنسية تستضيف أكثر من ثلاثين اسقفاً فرنسياً يمثلون مجلس أساقفة فرنسا. وكذلك باحثون من المعهد الكاثوليكي بفرنسا فضلاً عن مدير معهد الآباء الدونيمكان بمصر وبعض أعضاء المعهد في حوار حول مقاصد الإسلام أو مقاصد الشريعة في الإسلام وماذا تعني الرحمة عند المسلمين.. وهذا الحوار يمثل اللقاء الثاني بعد لقاء تم في فرنسا تنفيذاً لبنود اتفاقية حضر توقيعها الإمام الأكبر بين كلية اللغات والترجمة "قسم اللغة الفرنسية" ومجلس أساقفة فرنسا.. هذا اشارة عن بعض الجهود في ثلاثة أيام بالأزهر.
إذن الأزهر يرد علي دعاوي الهجوم عليه بعمل دائب ومنهج علمي له أطره وآلياته بعيداً عما يحدث من مهاترات في الإعلام وهو جهد المؤسسة الأم فضلاً عما يحدث من نشاط ومقاومة فكرية باسلة في المؤسستين التابعتين للأزهر الشريف وهما الأوقاف والافتاء والمؤسسات الثلاثة تتحرك في اتجاه واحد وتعرف ما يراد بهم وبالإسلام وبقبلته في مصر وهو ما يبدو من الترجمات بلغات شتي في الفضاء الالكتروني بعد ان كان الأمر متروكاً للهواه ولفرق تنطلق من حماس غير واع بجوهر هذا الدين الذي لخص القرآن ومسئولية دعاته واتباعه بقوله مخاطباً نبينا الكريم "إن عليك إلا البلاغ" وقوله: "فلعلك باخع نفسك علي آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً".
أريد أن أقول إن هناك طريقاً واحداً للمعرفة وهو الإيمان بالحاجة إليها وبعد ذلك الاتجاه الي حيث تكون هذه المعرفة في مدارسها ولدي العلماء الحقيقيين لكن الغوغائية الإعلامية والتشويش الغريب علي جوهر الأشياء بافتعال قضايا لا أصل لها ولا فائدة من الحوار حولها فعادة ما يلجأ إليه أولئك الباحثون عن تجهيل الاشياء وتسطيحها وتدمير منابع الماء العذب لا رعايتها أو تركها يستفيد منها الباحثون عن الري.. وهو ما يحدث للأسف في إعلامنا وما يثيره من قضايا وصلت الي حد سقوطه في فخاخ مغرضين بإدعاء نصوص معينة في كتب معينة والحديث عنها باعتبارها حقيقة لا شك فيها دون تمحيص فإذا عدت إلي ما يشيرون إليه ويستهلكون الوقت في الحديث عنه لم تجده شيئاً.
إنني أحيي الأزهر في جهوده هذه لكنني أعجب من تجاهل إعلامه لجهوده وعدم السعي لابرازها في الوسائل الإعلامية بدعوة الإعلاميين لحضورها وهو أمر غريب فمركز الأزهر للإعلام مازال يعيش في ماض تجاوزه الزمن وهو التحرك خلف شخصيات معينة يركز علي كلامها وغالباً ما تكون كلمات مستهلكة لا تقدم شيئاً أما الجهود التي تتم في الكليات مثل اللغات والترجمة فلا يهتم بها أحد لأن مسئولاً كبيراً لم يحضر اللقاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف