محمد حلمى
صباحك عسل.. (مقاربة معقولة لكنها محرِجَة)
* لو توافرت لدي المسئولين قاعدة بيانات كاملة ودقيقة، لما تحولت تصريحاتهم إلى مهرجانات ضحك وسخرية واستهزاء.. ولما انفرط عقد الثقة بين المواطن والحكومة، واسألوا الأجهزة المعنية عن رصد ردود فعل الرأي العام.
لو توفرت المعلومات لدى وزير التربية والتعليم إبان أزمة تسمم التلاميذ لما هرب من سؤال أحد الصحفيين بالصراخ في وجهه قائلا: أنا وزير تعليم وليس وزير أكل.
لو توافرت المعلومات لدى متحدث رسمي حكومي إبان فضيحة غرق شوارع الإسكندرية العام السابق، لما خرج على الإعلام ليعلن بكل ثقة وكبرياء المثقفين أن السبب الرئيسي لغرق الإسكندرية هو أن "النَّطَرة" كانت شديدة.
لو توافرت المعلومات لدي الخبير الاستراتيجي والضيف الدائم على برامج التوك شو، لما وصف الرباعية التونسية على أنها ست طيبة وتستاهل الجايزة، بينما هي كيان مدني تونسي.
ما حدث من الخبير الأخير وغيره هو نفس ما حدث من أصدقاء رجل كان طريح الفراش وتوجهوا لزيارته، وحجبت عنهم المعلومات الصحيحة عن مرضه لظروف خاصة، فكانت النتيجة عدة تصريحات وتفسيرات صدرت عنهم في غير موضعها، لكنها تهلك من الضحك.. ما هي القصة؟.. اقرأ يا عزيزي ما يلي.
غاب عبد الحميد أفندي عن أصدقاء المقهى لعدة أيام دون سابق استئذان على غير عادته.. وعندما علموا بخضوعه لعملية جراحية مفاجِئَة قرروا زيارته.. دخلوا الشقة واستقبلتهم ابنته، فبادروها بالسؤال عن العملية الجراحية.. البنت اعتراها الخجل الشديد لأن العملية كانت "البواسير".. فقالت لهم إن والدها أجرى عملية جراحية في "مناخيره".
كما نلاحظ هنا أن البنت حجبت البيانات أو المعلومات الصحيحة عن أصدقاء أبيها.. فأفضى ذلك إلى نتيجة هي صورة طبق الأصل من نتائج غياب البيانات والمعلومات عن السادة المسئولين.. فماذا كانت نتيجة ما اقترفته ابنة الرجل المريض؟.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الرجل المريض لديه يقين أن الأصدقاء لديهم علم بان العملية في موضع البواسير، فيما تقول المعلومة المغلوطة أن العملية في مناخيره..تعالوا نري ما حدث.
دخل الأصدقاء على عبد الحميد أفندي وجلسوا.. وإذا بأحدهم يعاتبه بعنف وشِدَّة ويحَمِّله مسئولية ما حدث له، ويذكِّره بأنه طالما حَذَّرَه من تسليكها بأصابعه وبأدوات صلبة كالأقلام وغيرها.. فغضب عبد الحميد أفندي من قلة أدب صديقه.
أظن المسألة واضحة.. وسبب ما حدث هو أن الصديق تحدث من واقع بيانات مغلوطة من الابنة.. لكنه حسن النية لأنه كان يتحدث عن مناخير عبد الحميد أفندي.. بينما ظن الأخير غير ذلك!.
محمد حلمي