نحن لا نبيع أرضنا ولا بمال قارون.. ولا نتبرع بأرضنا بأي مقابل حتي لو كان المقابل أكبر وأغلي.. ولا نهب أرضنا لأحد أو لدولة مهما كانت الظروف.. نحن لا نفرط في حبة رمل من حقنا تحت أي ضغوط أو قوة مهما عظمت!!
باختصار.. نحن لا نطمع في أراضي الغير ولا نقبلها تنضم لنا.. في نفس الوقت لا نسمح لأحد مجرد أن يقف علي أرضنا إلا برضائنا.. سياحة. عمل. استثمار. دبلوماسية لأي سبب مشروع لمدة محدودة.. انتهت عهود الاحتلال للأبد!!
لقد كان رئيس الجمهورية حازما وحاسما وقاطعا ومؤكدا هذا الاتجاه وهذا المبدأ وهذه السياسة التي لايختلف عليها مصريان.
لقد كانت أسئلة شبابنا الرائع علي ساحل القناة يوما من أيام مصر المجيدة.. كانت الأسئلة رائعة ومحددة ومباشرة.. أسئلة تعبر عن الرأي العام كله.. وكما قلت لمن حولي أمام الشاشة:
- ياريت يكون أعضاء مجلس النواب أمام الشاشة الآن.. هذه هي الأسئلة والاستفسارات التي يريدها الشعب فعلا.
***
كثر الكلام عن الجزيرتين "تيران وصنافير".. واعتقد ان هذا الموضوع أخذ أكثر من حقه كثيرا.. الموضوع واضح في معاهدات واتفاقات موقعة وموثقة منذ سنوات طويلة.. منذ أيام الملك عبدالعزيز آل سعود الذي حرر أرض الحجاز مقاتلا بنفسه وأصيب في قدمه وصوره في كل مكان رسمي وغير رسمي في طول البلاد وعرضها لأنه مؤسس الدولة التي حملت اسمه "المملكة السعودية".. هو جورج وشنطن أمريكا.. والمخضرمون أمثالنا عاصروا الزيارة التاريخية للملك المؤسس في قصر انشاص واتفاقه مع الملك فاروق ملك مصر - أغني وأقوي دولة في المنطقة - وقفت بجوار المملكة الوليدة المقامة علي أغلي قطعة أرض علي سطح الكرة الأرضية.. مهبط الوحي الذي أضاء العالم كله.. مصر التي اعطت كل ما يمكن أن يساعد دولة علي الوجود.. لم تكن لتتردد لحظة عن طلب حماية جزيرتين قريبتين من شواطئنا واجلاء العصابات الصهيونية التي احتلت الجزيرتين بعد حرب مايو .1948
وقد أثير هذا الموضوع أكثر من مرة في دهاليز هيئة الأمم المتحدة.. وهناك محاضر اجتماعات وتبادل خطابات رسمية في هذا الشأن.
***
الموضوع انتهي من زمان.. ولكن مفاجأة الأجيال الجديدة بالموضوع مع قوي الشر التي تحيط بنا فانتهزت الموقف لاثارة شباب من السهل اثارته فالموضوع قومي وطني في المقام الأول وظروف المعيشة الغالية والأسعار المرتفعة ومشاكل الحياة العادية.. كل هذا اسفر عن رفع قضايا أهملت الحكومة كعادتها في تقديم مستنداتها فصدرت الأحكام ضد الحكومة.. ليستغلها العدو المتربص والحكاية كلها "زوبعة في فنجان" لا لزوم لها قط.. لقد ثرنا علي نظام محمد مرسي بالكامل واسقطناه.. نزلنا جميعا إلي الشوارع وبعضنا ترك المنزل وجلس علي الرصيف مع سيداته وبناته لعدم استطاعته زحمة أكثر من 30 "ثلاثين" مليونا من البشر.. اسقطنا النظام كله فحاربنا وحاربناه من أجل مجرد التفكير في أخذ أمتار قليلة من سيناء.. وحاربنا من أجل طابا ولجأنا للمحاكم الدولية.. وكانت طابا ليست مدينة في ذلك الوقت.. كانت مجرد فندق!!
***
حكاية وقعت مساء أول أمس "الأربعاء" في الشريط الأسود أسفل شاشة التليفزيون الخاص بالاخبار.. خبر هام جدا بالنسبة لناس كثيرين.. غرة شعبان الجمعة وليس الخميس كما هو موجود في كل النتائج وفي خبر سابق لدار الافتاء وصدرت صحف أمس كلها عدا الجمهورية والأهرام والأخبار تؤكد ان الخميس غرة شعبان!!
لا أدري لماذا توقف دار الافتاء برامج التليفزيون والإذاعة لتعلن الخبر اليقين المخالف لكل النتائج والتوقيت الفلكي بدلا من الشريط "الأسود"!!!