المصريون
محمد رسلان
عم ميخائيل والأزهر الشريف
عم ميخائيف (رحمه الله) كان أحد أشهر ملاك الأراضي في القرية وشهرته ترجع في الأساس إلى أنه الوحيد الذي كان يمتلك الميكنة الزراعية في المنطقة والمناطق المجاورة فكان نِعم المستثمر في ذلك الوقت.
أتذكر أن والدي (رحمه الله) كثيرًا ما كان يأمرني أن أذهب إليه لأعرف متى سيأتي لينجز لنا العمل (من حرث أرض أوخلافه) ولم يكن عم ميخائيل هو قائد تلك الألآت وحده بل كان يعاونه في ذلك عم إبراهيم (رحمه الله) ولم أستطع حتى كتابة هذه السطور أن أغير التعبير بالإشارة إلى كلى الرجلين بقول (عم ميخائيل وعم إبراهيم) و لم يخطر على بال أحد أن يفرق بين الإثنين على الرغم من اختلاف دين كل منهم؛ لأن الحياة في ذلك الوقت لم يكن فيها (أقلام مسمومة تكتب بالدماء لتُؤجج نار الفتنة في المجتمع) نظير أموال فانية(والكل يعلم) ولا يوجد فيها ما نراه اليوم ممن يتحدث في الدين وهو أجهل الناس بالدين ، فيصف أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي بعثه الله بالهدي والنور والحق المبين بأنها تدعوا للقتال.
المهم أنني كنت الوحيد تقريبًا في شلة أطفال القرية والذي منهم أبناء عم ميخائيل هذا الذي يدرس في الأزهر الشريف.
وعند مراجعة لمناهجي ودراستي في الأزهر والذي يدَّعون اليوم ظلمًا وزورًا وبهتانًا أنها السبب في التطرف والإرهاب وأنها تَحُض على الكراهية.
لم أجد فيها إشارة واحدة أو أي دليل على الحض على كراهية أي مخالف معي في العقيدة أو المذهب، بل على العكس ما كان يُدَرس لنا هو الأخاء والتسامح والود فلم أشعر بغضاضة نحو (عم ميخائيل أو أبناؤه) بل كان يُضحكهم ما يُضحكنا ويُبكيهم ما يُبكينا، وكم رأيت هذا الرجل وأسرته يشاركون ابناء القرية أفراحهم وأطراحهم بكل تفاصيلها.
إذن لم يُدَرس لنا في الأزهر التشدد ولا التطرف في الدين، ولا الحض على كراهية الأخر مهما كان دينه أو مذهبه، ومناهج الأزهر إن لم يشرحها لك شيوخه قد يراها البعض أن بها تطرف، وخصوصًا لو أُخرج النص عن سياقه أو اجتزء منه جزء، مثل (لا تقربوا الصلاة).
لا تلوموا الأزهر على انتشار الإرهاب؛ لأنه وباء وانتشر وله أسباب كثيرة منها أولئك الذين يقرأون النص الديني ولا يفهمون مدلولاته ولا المقصود به أو المراد منه، بالضبط كمن فهموا أنّ (بول الإبل يعالج أمراض الكبد في الوقت الحاضر) أو أن الحجامة علاج لسبعين مرض، معتمدين على كتب لا يعتد بها الأزهر أو يدرسها يومًا ما . حالها حال الكتب التي تحتوي على بطولات الصحابة وشجاعتهم ، إذا كان فيها ما يحض على نشر القتل والإرهاب، كما يقال ، فكل هذه مفاهيم مغلوطة ، تحتاج لمن يفهمها بشكل صحيح ، أن يَدرس في الأزهر بدء من كُتّاب القرية إلى الجامعة.
فالأزهر كان وما يزال أعظم مؤسسة في مصر تُعلم أبناؤها كيف يلتزمون بالنظام والقانون، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها ، ليس تربويًّا فقط بل بالتأديب، ورحم الشيخ عبدالمنعم حجاب (وعصاه الخيرزان ).
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف