هذا حديث إلي العقلاء وليس إلي المجانين إلي الشرفاء وليس إلي العملاء إلي من نذروا أنفسهم لإعلاء شأن مصر وليس إلي الذين احترفوا مهنة المتاجرة بأزمات مصر.
نعم نحن نمر بضائقة اقتصادية عاتية ولكن علينا ألا ننسي أن ثورة الإنقاذ والتصحيح في 30 يونيو 2013 لم تبدأ إلا منذ 4 سنوات تقريبا قضينا الجزء الأكبر منها في التصدي لحزمة هائلة من الحروب الشرسة شنها علينا الأشرار سواء بتفجيرات الإرهابيين أو حملات التحريض لزرع الفتنة أو مؤامرات الحصار الاقتصادي ولعبة سحب الودائع ومع ذلك وتحت جميع هذه الظروف وقف المصريون صفا واحدا مؤكدين متانة جدار الوحدة الوطنية ومتحملين ما هو فوق الطاقة والاحتمال دعما للقيادة السياسية وتوجهاتها نحو إعادة رسم خريطة جديدة لمصر اقتصاديا واجتماعيا وتنمويا وذلك في حد ذاته بمثابة تفويض جديد للرئيس السيسي للمضي في سياسة الحلول الجذرية مهما تكن التضحيات وقسوتها لأن ما سيعقبها هو الخير والنماء المنشود بإذن الله.
ولست أقصد من هذا الكلام أن أسعي إلي تجميل الصورة بإطار من الأوهام وإنما هدفي ومقصدي أن نملك شجاعة القبول بوضع المسئولية في أعناقنا جميعا بدلا من تعليقها في رقبة المسئول الأول والتغافل عن الحقيقة المؤكدة بأن هذه المسئولية الثقيلة ليست وليدة اللحظة الراهنة وإنما هي في صحيحها من تأثير ظروف متراكمة عبر سنوات استنزفت فيها مواردنا في حروب ومعارك فرضت علينا ولم يكن أمامنا خيار سوي خوضها!.
وليس يساورني شك في أننا سنقضي علي الإرهاب ونستعيد أجواء الأمن والاستقرار في وقت قريب يمكننا من بدء مرحلة الانطلاق في التنمية التي ستحملنا تلقائيا إلي مرحلة الإنتاج بثنائية كفاية الاستهلاك ووفرة التصدير حماية للحاضر وضمانا للمستقبل لأجيال لم تولد بعد.. وهذا هو خلاصة وجوهر رسالة السيسي لشباب مصر في مؤتمرهم الأخير.. «رفقا بمصر» ومن جانبي أضيف.. وأيضا رفقا بالرئيس!
خير الكلام:
<< جاهدت في الله ترضيه وتنصره.. لم تلق من سأمٍ يوما ولا ملل !