الجمهورية
مؤمن ماجد
نصف امرأة
صغيراً.. كنت أرسم نصف قلب علي الجدران وعلي أطراف كراستي.. اليوم أملك قلباً واهناً لا يقبل القسمة علي اثنين.. فلا تتصوري أنني قادر علي الرقص مع نصف امرأة.. لا أستطيع أن أقفز إلي بحرك مكتوف اليدين.. لن أتمكن من رسم ملامحك وأنا معصوب العينين.
لا أملك عقلية تاجر.. ولا شهوة مقاتل.. ولا جنون مغامر.. تأسرني الأشياء الصغيرة.. رقرقة عصفور.. انسياب قطرة ندي.. ريشة تتمايل مع النسيم.. لكن ذلك لا يجعلني أتجاهل الأشياء الكبيرة.. لذلك أحمل حقيبتي وأرحل إذا اخترت دور السجان في زنزانة صغيرة.
كنت أرضاً جرباء تنتظر المطر.. وأتيت لتسقيني سيلاً من المشاعر.. أرتويت بدموعك ودمك فأنبت زهرة نادرة لم أكن أعرف أن صحرائي صالحة لأن تكون موطنها.. صنعت معجزة.. ولكنك تفضلين الوقوف عن بعد تراقبين زهرتي وزهرتك تحتضر.. لا تلوميني إذا عدت إلي مرارة الصحراء وقسوتها.
لأنك ملاك.. استحملت كل مساحيق العالم لأخفي عنك تجاعيد روحي.. اغتسلت في أنهار الدنيا لأتطهر من خطاياي.. اشعلت شموع الكون لاكفر عن آثامي.. لكنني إنسان من لحم ودم.. مزيج من الخير والشر.. لم أكن يوماً نصف رجل ونصف الة ولن أكون.
علمتني الحياة أنه في أي معركة يكون الطرفان خاسرين ولكن الفائز هو الأقل خسارة.. وأنا معك رفعت رايتي البيضاء منذ اللحظة الأولي.. لا أريد قتالاً.. لا أهوي الانتصار.. ولست مستعداً للانكسار.. كل ما تمنيته لحظات صدق وحمامة بيضاء.. كنت تصرين علي أنني المنتصر وكنت أضحك لأنني مهزوم بإرادتي واختياري.. معك لا يصح القتال.
القصص الطويلة هي سلسلة من الأحداث القصيرة ربطها المؤلف بنسيج من الإبداع.. والقصص الطويلة هي مواقف حفرتها الظروف في وجدان الكاتب.. وأنا عالق بين قصصي الطويلة والقصيرة.. لذلك اخترت أن أعود طفلاً يرسم نصف قلب علي الجدران لأنني لا أستطيع الرقص مع نصف امرأة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف