الجمهورية
على عبد الغنى الفقى
العلاج في مصر.. حق أم منحة؟؟
دستور منظمة الصحة العالمية.. أكد علي أن تمتع المواطن بأعلي درجات الرعاية الصحية هو حق للمواطن وليس هبة من هبات الدولة.. لكن.. في مصر.. هل العلاج هبة.. أم حق؟؟ أنا أري أنه أصبح في العهد السابق منحة أساسها والوساطة والمحسوبية.
لا أحد يستطيع أن يتصور أن يصل الحال في بعض المستشفيات الكبري التابعة لوزارة الصحة إلي هذا السوء.. يبحث فيها المريض عن الوساطة والمحسوبية لإيجاد سرير لإجراء جراحة.. وعن طريقة لإنهاء آلامه المبرحة وأوجاعه الدائمة بعيداً عن الذل والهوان.. وإهدار كرامته تلميحاً وتصريحاً في مستشفيات تعاني بعضها الفساد.. وتدني الخدمات وانعدام الضمير وتهاوي الأخلاق.
"حاجة تكسف" أن يكون حالنا هكذا في مصر الحضارة والريادة.. من المعقول تتدخل الوساطة والمحسوبية في أي شيء.. ولكن من غير المنطقي أن يكون ذلك في علاج مريض.
هناك قصور شديد في أغلب مستشفيات وزارة الصحة.. وانتشرت الوساطة وتفشت الرشوة والمحسوبية داخلها.. وابتعد التعامل عن الأساليب الإنسانية.. وحسن معاملة المريض الذي فتك به المرض.. وحصوله علي حقه في العلاج وجميع الخدمات بسهولة ويسر.. تاهت خطوات المرضي وذويهم بين الجري وراء الوساطة والمحسوبية.. وبين قرار علاج لتخفيف أنين مريضهم.. انعزلوا في مكاتبهم التي أنفقوا عليها الملايين بعيداً عن مواقع تقديم الخدمة.. ولا يدرون شيئاً عن الواقع المرير.. وعن أنين وجراح وعويل وآلام المرضي.. وأحزان أسرهم؟؟؟
لو كنت جربت.. وسعيت.. وحاولت الذهاب لمقابلة أحد هؤلاء المسئولين بالوزارة لاشتكوا إليه قلة حيلتك وهوان أمرك.. وترفع إليه مظلمتك.. أتحدي حتي لو دخلت للسكرتارية!!! طبعاً البيه إما في مؤتمرات.. واجتماعات.. ومنتجعات.. وإنفاقات ومصروفات.. ولا يعلمون ما يعاني منه المريض داخل بعض المستشفيات من قسوة وإهمال وتعامل لا إنساني وشخط ونطر وطناش وتكبير دماغ وبيزنس.. ولا يدرون أن المستشفيات الحكومية هي الملجأ والملاذ لغير القادرين.. إذا لم يحصل فيها علي مبتغاة.. وسيعود إلي بيته يقتله المرض.. ويفترسه الألم.
يا سادة.. المواطن المصري هو أساس التنمية الشاملة التي يقودها الآن الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وهو وسيلتها وغايتها.. والمواطن الصحيح وغير المعتل هو القادر علي تدوير عجلة الإنتاج.
صورة غريبة تقابلها في هذه المستشفيات.. مريض يعاني من عدم القدرة علي الوصول إلي حقه وما يهدف إليه.. وصورته متخاذلة وضعيفة ومستكينة.. ومسئول متربص تناسي أنه في هذا المكان لخدمة ذلك المريض.. ولغة حوار تخرج عن المألوف.. تستشعر أننا نعيش عيشة الغاب.. ولكن تعلمون أن الحيوانات تتآلف وتتعاطف وتتكاتف وقت مطاردة الصياد لإحداها لمحاولة إنقاذها.. أما البشر هنا فالعلاقات بينهم فاترة.. الغريب أن يكون ذلك كذلك من أصحاب البالطو الأبيض.. أتمني من الدكتور أحمد عماد وزير الصحة أن يعيد ترتيب أوراق المستشفيات.. من أجل توفير الرعاية الطبية بسهولة ويسر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف