مما قاله القس الدكتور جيم وينكر الأمين العام للمجلس الوطني للكنائس بالولايات المتحدة: إنه علي قناعة بأنه لا يمكن أن يعيش العالم في سلام حتي يتعلم المسيحيون والمسلمون واليهود العيش في سلام واحترام متبادل مؤكداً أن المجتمع المسيحي يكن لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عميق الاحترام ويقدرون تواصله مع المجتمع المسيحي وخاصة رحلات فضيلته في السنوات الأخيرة إلي الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي وكانتيري وزيارته لقادة الكنيسة في ألمانيا مطالباً الإمام الأكبر بزيارة الولايات المتحدة.
أما القس الدكتور أولافيكس الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي فقد أعرب عن امتنانه الشديد للإمام الأكبر الذي دعا المجلس لحضور المؤتمر وسط انقسام الشعوب والأمم مشيداً بما سمعه من أمثلة مذهلة عن مسلمين يدافعون عن المسيحيين هذان نموذجان مهمان مما جاء في هذا المؤتمر المهم يشيد النموذجان بمنهج الأزهر الشريف وإمامه في الدعوة للسلام وفي الانفتاح علي الآخر بحثاً عن السلام للعالم كله في لحظة يشهد فيها العالم انقسامات شديدة وعنفاً عظيماً.
إذن فالعالم يدرك جهود الأزهر ويدرك تحركات إمامه ويعرف رجال الدين الكبار في العالم أن الأزهر داعية سلام وليس كما يهاجمه أبناء بلدته ويهاجمه شيخه بأنه داعية إرهاب وعنف. ذلك لأن رجال الدين الغربيين يعرفون أثر الأزهر ويلمسونه في زيارات الإمام وبعثات علمائه ويقارنون بين الأزهر ومؤسسات أخري لا تعرف الوسطية ولا تؤمن إلا بالرأي الواحد بل وتتخذ الدين مطية سياسية شديدة السوء لما بها من خداع. كذلك تعرف الحرب التي تواجهها الأديان خاصة الإسلام من خلال صناعة إرهاب ممول ومجهز فكرياً ومسلحً عسكرياًً يتم إعداده في الغرب لذا يدركون هذه الجهود الباحثة عن السلام.
أما السؤال المهم فهو هل ينجح رجال الأديان في وقف توجهات الساسة التي تجنح للعنف وإشعال الحروب واستغلال الدين وإفساد جهود المصلحين من أجل مصالح توسعية وتسلطية غير عابئين بأرواح البشر وسلامة المجتمعات.. هل يستطيع رجال الدين النصر في هذه المعركة التي عادة ما تنتهي لصالح الساسة؟
وهل رفض القس الأمريكي لسياسة بلاده التي تنتج السلاح وتبيعه كأكبر دولة مصدرة للسلاح ورفضه كذلك سياسة ترامب العنيفة يكفي لأن يتراجع ترامب وتتراجع بلاده عن دعم العنف؟.
رغم التجارب المحبطة في هذا المجال تاريخياً إلا أن آمالنا مازالت عريضة في أن ينجح رجال الأديان في اقناع الشعوب بالسلام والتعاون والتقارب فتضغط هذه المجتمعات علي حكوماتها لتتراجع عن غرور القوة وهوس التسلح وصناعة الكوارث لتجريب السلاح وترويجه وغير ذلك مما يترتب عليها.