جاء البابا فرنسيس وإذ بالشعب المصري أغلبه وان لم يكن كله متابعاً للزيارة. مسلموه قبل مسيحييه تابعوا الزيارة والقداس. ربما لأن البابا رفض نصيحة من نصحوه بإلغاء الزيارة بعد الأحداث الإرهابية في كنيستي طنطا والاسكندرية واصراره علي زيارة مصر. موضحاً أن مصر أكثر أمناً من بلدان أخري وان الارهاب يضرب في كل مكان نافياً وبصدق ان يكون الإرهاب مرتبطاً بالإسلام ووصل إلي مصر وكان استقباله حافلاً في المطار. استقبله رئيس الوزراء وفي قصر الاتحادية كان الاستقبال رسمياً. هذه الزيارة تابعتها أنا شخصياً بحكم المهنة وكنت أقلب في القنوات التليفزيونية التي أظنها موضوعية والقنوات التليفزيونية المعادية وكانت الصدمة.
القنوات التليفزيونية الدولية الناطقة بالعربية أو غيرها ولأول مرة لم تنقل علي الهواء مباشرة قداساً يرأسه بابا الفاتيكان. لأول مرة بالفعل تتجاهل عن عمد مثل هذا القداس. تلك القنوات التي كان يسافر أطقمها إلي البلدان التي يزورها البابا. كانت الأطقم التليفزيونية تصل قبل البابا بأيام وترسل تقارير متنوعة ومختلفة عن البلد المضيف. ثم تنقل القداس الذي دائماً ما يحضره مئات الآلاف من المؤمنين. هذه المرة اكتفت هذه القنوات بخبر قصير في نشراتها الإخبارية عن الزيارة والقداس.
أما القنوات المعادية فقد وقعت عليها الزيارة وقع الصاعقة. فهي لا تستطيع تجاهل الزيارة ولا تستطيع نقل أحداثها بموضوعية. الزيارة جاءت قد ذكرت بعد تفجير الكنيستين وسقوط عشرات الشهداء إلا أن زيارة البابا فرنسيس تقول لهم شيئاً واحداً.. مصر آمنة.. رغم كل ما تقولون والشعب المصري سليم النية والقلب حيث فرح المسلمون قبل المسيحيين بهذه الزيارة بل اعتقد البعض أنها ستكون فاتحة خير علي مصر.. بل شعرت هذه القنوات بطعنة في القلب عندما اختتم البابا خطبته بجملة "تحيا مصر" وباللغة العربية.
هذه القنوات المعادية كانت تغطيتها تتسم بالمرارة بسبب هذه الزيارة. القنوات الدولية يديرها ويمتلكها دول لا يمكن فرض عليهم ما يغطونه من أخبار وما يتجاهلونه. أما هذه القنوات العربية فهي بأموال مصرية وإدارات مصرية ومذيعين ومعدين برامج مصريين. لقد اكتفت إحدي القنوات بخبر قصير عن زيارة البابا بقول "زيارة البابا فرنسيس إلي مصر في حراسة 35 ألف شرطي" نعم لابد أن نحرسه. فالرجل جاء إلي مصر وهو يعلم ان الحارس هو الله.. المشكلة أن هناك من يحاول أن يشوه صورة مصر بكافة الطرق وأن يفسد فرحتها بشتي السبل ولا يكفيهم ما يعانيه المصريون من أزمات ومشاكل اقتصادية وحياتية. المهم جاء البابا وكانت زيارته فارقة فقد كشفت أن هناك من لم يرغبوا أن يعيش المصريون لحظة صفاء وإيمان ويستغلون كل الطرق لجعل الحياة أكثر مشقة وصعوبة وفي النهاية.. زيارة ميمونة.