صلاح الحفناوى
رجع الصدي .. جحيم التعليم: "الفصل" هو الحل
دعونا نعترف بأن التعليم العام في مصر أصبح جحيما وكابوسا في حياة كل أسرة مصرية.. وأن كل محاولات الترميم محكوم عليها بالفشل.. مادام امتحان الثانوية العامة بشكله الحالي.. هو الذي يحدد حصاد 18 عاما من الدراسة ويحدد مستقبل الطالب.. فإما كلية من كليات القمة أو معهد من معاهد القاع.. فما هو الحل؟
الفصل هو الحل.. فصل التعليم العام عن التعليم الجامعي.. بحيث تضع كل مجموعة من الكليات المتناظرة قواعد القبول فيها دون التقيد بمجموع الثانوية العامة.
إطلاق القبول في الجامعات دون التقيد بسنة الحصول علي الثانوية العامة.. هو الحل.. بحيث يملك الطالب حق الإختيار بين الالتحاق بسوق العمل بعد الحصول علي الثانوية العامة والالتحاق بالجامعة عندما تسمح ظروفه.. وبين الالتحاق بها مباشرة.
نسف مناهج وأساليب التدريس في التعليم العام هو الحل لمشاكله المزمنة.. بحيث تكون المهارات الحياتية المكتسبة في نهاية كل مرحلة أولوية قصوي.. وبحيث يكون خريج نهاية مراحل التعليم العام مؤهلاً بمجموعة من الخبرات والمهارات للالتحاق بسوق العمل بمجرد الحصول علي دورة تأهيلية في الاختصاص لا تتجاوز عدة أسابيع.
هذه هي وصفة العلاج التي بغيرها سيبقي تعليمنا العام متخبطا وستبقي الثانوية العامة كابوسا وسيستمر الغش رغم أنف الحكومة ووزارة التربية والتعليم.. خصوصا في المناطق النائية وفي لجان معينة تستقطب أولاد الأكابر.. حالات الغش الجماعي التي تجعل اثنين من طلاب لجنة نائية في مركز قروي صغير.. جالسين في لجنة واحدة وعلي مقعدين متجاورين يحصلان علي نفس الدرجات ويحتلان موقعا متقدما في قائمة الأوائل.. فيما يحصل جميع طلاب اللجنة العبقرية المذكورة علي مجاميع تزيد علي 95 بالمائة.
هذه الوصفة تستمد بعضا من ملامحها من تجارب التعليم في الدول المتقدمة.. ففي المانيا علي سبيل المثال.. لا يلتزم الطالب بالالتحاق بالجامعة فور الانتهاء من التعليم العام.. هناك نجد طالبا في كلية الطب في الأربعين من العمر وآخر في العشرين.. وهناك يكتسب الطالب مهارات وخبرات عملية في نهاية كل مرحلة تقربه من سوق العمل.
فالطالب في نهاية المرحلة الابتدائية يكتسب مهارات التعرف بشكل كامل علي قواعد المرور مع اجادة السباحة تماما واجادة بعض مهارات استخدام الحاسوب.. وهو يعرف كيف يعد بعض أصناف الأطعمة وينظم حفلا صغيرا.. وتتزايد المهارت والخبرات العملية في نهاية كل مرحلة وصولا إلي التأهيل بنسبة 80 بالمائة لسوق العمل.