المصريون
طة الشريف
إلى رافضي مبادرة إنقاذ سيناء فلتقر عيونكم وليذهب الوطن إلى الجحيم!!
قدّم حزب البناء والتنمية مبادرته "من أجل إنقاذ سيناء" إستشعاراً منه للأزمة الخطيرة والمخاطر الجسيمة التي تتولد عن تلك الأزمة المتفاقمة وما ينتج عنها من سقوط للدماء الذكية وما يستتبعه من ثارات تزيد الصراع تعقيداً ، والكلفة الباهظة لذلك الصراع والذي يتحمله المدنيون وحدهم ، إضافة إلى الخطر الداهم الواقع على الأمن القومي المصري جراء الصراع على هذه الأرض والتي تمثل بوابة مصر الشرقية ، ناهيك عن ضعف خط المواجهة الأول مع العدو الصهيوني.
وبسبب ما سبق قدّر المخلصون أنه سيقع حتما ما يخشونه في بلادنا من الخطر الفكري الناشئ عن ارتفاع وتيرة هذا الصراع بصورة تؤدي إلى غياب صوت الحكمة والعقل وتتنامى معه نبرة التخوين والتكفير ودعاوى القتل والاستئصال واستباحة الدماء والحرمات من أطراف الصراع وما يتبعه من تغيير العقيدة إلى توجيه السلاح نحو الداخل بدلا من توجيهه إلى أعداء الأمة .
والمصيبة فوق ذلك تكمن في امتداد رقعة الصراع _وقد تحقق_من سيناء إلى الدلتا والوادي مما يؤدي إلى عدم الاستقرار الأمني وماله من تداعيات تمس كيان الدولة وتؤثر على بنيان الاقتصاد وحركة الاستثمار.
يؤدي _وبنتيجة حتمية_إلى تهديد سلامة التراب الوطني ووحدة أراضيه في ظل مخططات تفتيت دول المنطقة التي تجري على قدم وساق!
استشعر حزب البناء والتنمية كل تلك المخاطر الجسيمة التي تهدد الوطن وتدفع به إلى أتون صراع دموي شديد الخطورة فأطلق مبادرته من أجل إنقاذ سيناء وإنقاذ الوطن معه مما يحاك له ويدبر لإسقاطه في وحل الحروب الداخلية المبنية على الطائفية المقيتة والأيدلوجيات المتطرفة .
لكنّ مبررات اطلاق الحزب لمبادرته من أجل إنقاذ سيناء لم ترق للبعض _وهم على أنواع _فعمدوا إلى التشكيك فيها وتلبّس بعضهم رداء الوطنية وهو يحذّر من خطورتها على البلاد !، بل وطالب أحدهم بمحاكمة قادة الحزب لإطلاقهم مثل تلك المبادرة!
وممن عارض "مبادرة انقاذ سيناء " بعض الإعلاميين والصحفيين زعماً بأنها سوف تُنقص من هيبة الدولة! وهؤلاء درجوا على اختزال الدولة في السلطة الحاكمة التي يتبعونها وينتفعون منها ويصورون للعامة بأن مجرد الخلاف معا هو نكسة النكسات ونهاية العالم وخيانة للمقدسات! وهم يفعلون ذلك مع كل حاكم طالما ضمن لهم مصالحهم وملىء بطونهم بالسحت فلا ضير من قلب الحقائق وتضليل الناس .
ومنهم من عارض مبادرة الحزب غِيرةً كغِيرة النساء أو أشد ! لا يطيقون للبناء والتنمية أن يعلو شأنه أو يذيع صيته بل لا يمانعون من تغييبه ليس فقط من المشهد السياسي بل من الحياة كلها! ولطالما تنقلوا على موائد أسيادهم لا يرجون إلا ما يرمى لهم من فتات الموائد! فهم لا كرامة لهم ملكيون أكثر من الملك!
ومنهم من عارضها من باب معارضة السلطة التي يختلف معها! ظناً منه بأن النجاح في ايقاف نهر الدماء التي تراق لأهلنا في سيناء هو من باب دعم النظام الذي يرجو للأرض أن تبتلعه! وللبحار أن تُغرقه ! وللسماء أن تقع عليه! ، ومن أجل ذلك لا يتعاطي مع أي حادثة إلا من باب التشفي ولو احترق الوطن بأكمله! وأخطأ هؤلاء كما أخطأ إعلاميو السلطة حينما اختزلوا الدولة في مجرد سلطة تحكم كائنةً من كانت!.
وغاب عن كل هؤلاء ما يعانيه أهل سيناء فوق ما أسلفنا الذكر من المخاطر والكوارث ومن متاعب وآلام التهجير للمسلمين والمسيحيين من ديارهم بسبب التهديدات التي يتلقونها من تنظيم الحمقى من جانب وبسبب تعسف السلطة وعدم اعتبارها لما يلاقونه من جانب آخر.
إن حزب البناء والتنمية الذي استشعر المسئولية الدينية والوطنية الملقاة على كاهله لم يلتفت إلا إلى آلام وجراح أهل سيناء وإلى المخاطر الجسيمة التي تتهدد الوطن في تلك البقعة الغالية دون إعتبار لمعارضات لا تلتفت إلا لخصومتها وصدامها أو من تتحرك وفق مصالحها إرضاءاً لسادتها من ملاك الصحف والفضائيات وممن يأتمرون بأمرهم ،المهم أن تقر عيونهم وتتحق مصالحهم وتبقى منافعهم وليذهب الوطن إلى الجحيم!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف