الأخبار
جلال دويدار
ماذا وراء الانبهار بمسيرة «دبي» الإمارات
لا يستطيع أحد وأنا منهم مع كل زيارة جديدة أن يخفي إعجابه الممزوج بالدهشة لهذه الصورة البراقة الجاذبة التي أصبحت عليها إمارة دبي - الشيخ محمد بن راشد.. إحدي روافد دولة الامارات العربية.. إن ما لفت نظري علي هامش زيارتي هذه المرة لحضور الملتقي العربي للسياحة هو المزيد من التحول لهذه الامارة المحدودة المساحة لتكون معرضا مفتوحا لكل أنواع التصميمات المعمارية الضخمة والفخمة الجميلة والغريبة. هذه الثورة المعمارية اتخذت في العديد من احيائها طابع الابراج وناطحات السحاب. هذا المظهر يتسم بشكل عام بالمدنية الامريكية الغربية الي جانب التنوع في الشكل. إنه يعطيك إحساسا إذا ما اغفلت اللافتات المكتوبة باللغة العربية الي جانب الانجليزية انك في غير مدينة عربية.
هذه النهضة المعمارية التي شهدتها وتشهدها دبي لا يتجاوز عمرها ٤٠ عاما حيث ارتبطت بالمكاسب التي تحققت من وراء الطفرة الهائلة في أسعار البترول في اعقاب حرب أكتوبر المجيدة سنة 1973. ليس خافيا ان الرواج المالي والاقتصادي الحقيقي للإمارة قام علي البترودولار الذي تدفق علي دول الخليج العربي المحيطة نتيجة الارتفاع غير المتوقع في أسعار هذه المادة الاستراتيجية.. هذه الأموال تم جذبها واستخدامها بذكاء من جانب حكام دبي مما أدي إلي تحول هذه الامارة الي مركز رئيسي للاستثمارات وممارسة كل الانشطة الاقتصادية التجارية عربيا واقليميا ودوليا.
في هذا الاطار كان احد ركائز هذه الاستراتيجية.. توفير كل الامكانات لأن تكون »دبي»‬ مركزا للتجارة العابرة ولسياحة الترانزيت. هذا الأمر تطلب امتلاك الامارة لمواني ومطارات حديثة يتولي إدارتها متخصصون ومحترفون دوليون من كل الجنسيات. أضيف الي ذلك تأسيس شركة طيران عالمية ذات مستوي رفيع تملك اسطولا ضخما يضم احدث طائرات الركاب العالمية وتمتد خطوطها الي كل العواصم والمقاصد العالمية. هذه العناصر الاساسية كانت عاملا مهما في تعظيم وتنشيط سياحة التسوق التي ازدهرت بشكل كبير معتمدة علي حافز حرية التجارة والتعامل علي اساس المناطق الحرة. علي خلفية هذا التوجه كان شيئا عاديا مشاهدة السفن المحملة بالبضائع ترسو علي أرصفة مواني الامارة وتفريغها دون اي اجراءات جمركية.
من ناحية أخري فإن الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة ومعها دول الغرب علي النظام الايراني الحاكم بعد ثورة خوميني كان بمثابة باب آخرا للخير بلا حدود علي دبي. في هذا الشأن تم استخدام كل امكانات الامارة في تسهيل تجارة ايران وتوفير احتياجاتها. حدث ذلك دون اي مشاكل وهو ما لم يجد تعارضا أوتناقضا مع عدوان إيران علي أراضي دولة الامارات والاستيلاء علي أربع جزر تابعة لها بالقوة المسلحة.
شهرة دبي كمركز للتسوق والتجارة الحرة كانت دافعا لمواطني دول الاتحاد السوفيتي بعد تفككه وسقوط حواجز السفر للتدفق علي الإمارة لشراء البضائع التي كان يتم نقلها بالطائرات والسفن الي المدن الروسية. يضاف الي ذلك استغلال مواطني هذه الدول للحريات المطلقة المتاحة لممارسة كافةالانشطة الاخري التي وجدت اقبالا من مواطني المنطقة الاثرياء!!
هذا الرواج الاقتصادي اتاح لإمارة دبي الازدهار الذي كان احد مظاهره الارتفاع الكبير في معدلات البناء العقاري والفندقي المتنوع الدرجات الذي جعل منها ظاهرة مميزة في منطقة الخليج. ليس من وصف لما وصلت اليه دبي سوي انه وليد الظروف المواتية والفكر التجاري الخلاق القائم علي تسهيل كل شئ.
»‬وللحديث بقية»
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف