المساء
زكى مصطفى
كلام عن "الدراما" قبل حلول رمضان..
من خلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي.. الفيس بوك.. فوجئت بالإعلامية "نهي الرميسي" الإذاعية بشبكة البرنامج العام تثير هذا الموضوع الذي يشغلني كثيراً وأعتبره في غاية الأهمية.. وهو "الدراما الإذاعية والتليفزيونية" خاصة "المسلسلات" والتي أكدت أنها تطورت جداً حتي أصبحت مصدراً من مصادر الدخل القومي في بعض البلدان.. فهي أشبه بالغزو الثقافي الذي قامت به كل من السينما "الهوليودية" و"البوليودية" للعالم.
وضربت الإذاعية مثلاً.. المسلسلات التركية.. وكذلك البرازيلية يتم دبلجتها.. ليس بالعربية فقط.. ولكن إلي لهجات دول افريقية ايضا.. وتجد رواجاً في هذه البلدان.. صحيح أن مسلسلاتنا المصرية.. مازالت "سوقها" رائجة إلي حد ما في الفضائيات العربية.. لكننا نتمني لها المزيد.. وبالطبع.. لن يحدث هذا إلا باختيار موضوعات مميزة.. بعيداً عن النمطية والتطبيق "الغبي" لفكرة الاستغراق في المحلية.. سبب الانطلاق للعالمية.
وما تود "نهي" الالتفات إليه.. هو الدراما الإذاعية والتليفزيونية.. فللأسف.. مازلنا - محبوسين - في التصور القديم عنها.. وهذا التصور.. قد أصابه ما أصاب معظم مناحي حياتنا من تدهور.. فلا ننسي.. أن المتلقي "المستمع والمشاهد" اختلف كثيراً عن ذلك المستمع القديم.. أضف إلي ذلك ضعف الإمكانات والتمويل وكلها أمور لا تخفي علي صانعي الدراما الإذاعية - مؤلفين ومخرجين - في حين أن الدراما لو قدمت طبقاً لخطة ودراسة منهجية قائمة علي استقصاء ورصد لتفكير واحتياجات المجتمع.. واضعة في الاعتبار القفزات الهائلة.. ومتخطية للهوة الزمنية بين عصر إزدهارها وعصرنا الحالي.. لكان لها شأن كبير.
وتذكر نهي الرميسي في هذا المقام دهشة وإعجاب "مدير إذاعة الدويتش فيليه" عندما سمع هذا اللون الإذاعي.. يقصد - الدراما - وقال مؤكداً أن الإذاعات الألمانية لم تعرفه من قبل وأنه سوف ينقله عن الدراما المصرية.
وقد علق البعض علي كلام "نهي" وقالوا إن التغيير الذي طال مناحي الثقافة الدرامية عندنا هو تغيير وليس تطويراً.. وبالطبع الفارق كبير.. فكل الدراما التي يتم عرضها هي استنباط للواقع السيئ الذي قد يكون لحالات فريدة شاذة ونادرة سرعان ما تتحول بسبب استخدام الدراما لها إلي واقع مرير والأمثلة كثيرة.. وبالنسبة للدراما الإذاعية فهي الآن "موسمية".. بعكس ما كانت عليه.. وخاصة في شهر رمضان المعظم فقط وتناقش موضوعات.. للأسف.. ليست ذات قيمة أو هدف.. وكل ما نرجوه ونحن نستعد لاستقبال الشهر الكريم أن يطول الدراما الإذاعية والتليفزيونية التغيير والتحديث.. ولعلنا نفاجأ هذا العام ببرامج ودراما هادفة ونافعة للمستمع.. تماماً مثل البرامج التي تربينا عليها في "زمن الإذاعة الجميل".. قولوا يارب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف