مصطفى هدهود
الحرب العالمية الثالثة.. هل بدأت؟
يتساءل العديد من المواطنين هل ستبدأ الحرب العالمية الثالثة من خلال الحرب بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية . ولكن بقراءة الاحداث المتتالية نري ان الحرب العالمية الثالثة بدأت منذ عام 1991 ومسرح عملياتها الدول الاسلامية عامة والعربية خاصة . وان المحرك الرئيسي لهذه الحرب المختلفة عن الحرب العالمية الاولي والثانية هو الصهيونية العالمية بالتعاون مع كل الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية وبعض التنظيمات العالمية الاخري مثل تنظيم الاخوان العالمي .
لقد سعت الصهيونية العالمية منذ اكثر من مائة عام الي السيطرة علي العالم العربي والاسلامي من خلال تعميق الخلافات والحروب بين الدول والشعوب واستفادت بعد الحرب العالمية الاولي بحصولها علي وعد بلفور وتنفيذ اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الدول العربية الي الوضع الحالي . ونجحت من خلال الحرب العالمية الثانية الي حصول تأييد مجلس الامن لانشاء دولة اسرائيل علي جزء من فلسطين . واستمرت الصهيونية العالمية في تنفيذ مخططها علي مراحل متعددة شملت حروب 56. 67. 73 واتفاقية كامب ديفيد.
وبدأت الصهيونية العالمية بالتعاون مع الغرب والولايات المتحدة الامريكية ومن خلال تقوية تنظيم الاخوان العالمي وتقوية الشيعة برئاسة إيران في تنفيذ المرحلة الثالثة من مخططها اعتبارا من عام 1979 وتنفيذ المرحلة الرابعة اعتبارا من عام 2010 بهدف اضعاف العنصر البشري في الدول العربية وتشجيع النابغين والعلماء للهجرة الي الخارج واضعاف منظومات التعليم والصحة والبنية الاساسية والتحتية ونشر الفتنة بين المواطنين حتي الوصول لاحداث فتنة داخل الاسرة الواحدة واحداث فتنة بين الدول العربية وحكامها . ونشر الفوضي و انهاك اقتصاديات الدول العربية بالارهاب المحلي والحروب المستمرة في معظم الدول العربية و تحسين اقتصاديات الدول المعادية المنتجة والمصدرة للسلاح الذي يستخدمه المتقاتلون العرب فيما بينهم.
ان الهدف الرئيسي لمخططات الصهيونية العالمية هو تفتيت الدول العربية لدويلات صغيرة . وتؤكد الاحداث ان تقسيم العراق وارد وكذلك سوريا حيث يسيطر الجيش السوري حاليا علي أقل من خمس مساحة سوريا الكلية وليس له اي سيطرة علي باقي الدولة وكذا ليبيا واليمن .
ان الموقف العربي يزداد سوءا مع مرور الزمن وتؤكد الاحداث أن خطة الصهيونية العالمية لتقسيم واضعاف الدول العربية تتم بمساعدة الدول الاجنبية وبعض التنظيمات المحلية مما سيؤدي للاسف الي اقرار تقسيم العراق وسوريا خلال عام 2022 اذا استمرت الدول والشعوب العربية علي نفس الحال بالنسبة للضعف العلمي وانخفاض الانتماء للاوطان وعدم الاكتراث بالاحداث السلبية التي يعاني منها العالم العربي والاسلامي . وسوف يستمر الضغط علي الدول العربية بهدف تقسيم او اضعاف او انهاك اقتصاديات السعودية ومصر بحلول عام 2041. لذا يجب علينا جميعا التعاون لعدم سقوط سوريا وليبيا والعراق واليمن وتقسيمهم كوسيلة دفاعية لعدم تنفيذ مخططاتهم بشأن مصر والسعودية .
لقد ضاعت الجولان وفقد الجيش السوري اكثر من 50% من قوته البشرية والتسليحية . وتستمر اسرائيل في الاعتداء علي مواقع متعددة داخل سوريا دون اهتمام من الدول العربية . وتضغط الصهيونية العالمية علي الولايات المتحدة الامريكية لنقل السفارة الامريكية الي القدس كوسيلة لاقرار ضياع القدس من الدول العربية واقرارها كعاصمة لاسرائيل . حيث تعمل علي تحويل الجزء الغربي من فلسطين الي دولة يهودية عنصرية واستمرار تهجير الفلسطينيين بالجليل الي الضفة الغربية.
نحن كعرب في صراع مستمر وأبدي مع الصهيونية العالمية.
هم يريدون القضاء علينا ونحن نريد البقاء والحفاظ علي أراضينا وكهدف نهائي إعادة الشعب الفلسطيني لأرضه . ولكن حالة التردي الحالية وسوء العلاقات بين الحكومات العربية تساعد تنفيذ مخططاتهم . وخير دليل علي ذلك تحويل العرب كمهاجرين في الشتات بمعظم دول العالم والاستمرار في تجميع اليهود من الشتات بدول العالم للتمركز في اراضي فلسطين القديمة والجديدة بالاضافة الي الاستيطان في الجولان وأي اراضي اخري تستطيع السيطرة عليها حاليا او لاحقا .
يا عرب قادة وشعوب نناديكم باليقظة ودراسة التاريخ السابق والحالي والمستقبلي .نناشدكم بنبذ الخلافات . لقد انهزم العرب في حرب 1967 عندما كانت العلاقة بين مصر والسعوية متدهورة بسبب حرب اليمن . ونجح العرب في حرب 1973 عندما تحسنت العلاقات بين مصر والسعودية وسوريا .
لقد تنازل كلا من الملك فيصل وعبد الناصر عن الخلافات العميقة بين الدولتين وتم المصالحة في مؤتمر القمة العربية بالخرطوم عام 1967 وبدأت مرحلة التعاون الايجابي .
لذلك أري أهمية تحسين العلاقات من الدول العربية ولا مانع لعقد مصالحة بين مصر وقطر دون الاخلال بحق الدولة المصرية وعدم تمكين تنظيم الاخوان العالمي لاي موقع داخل مصر .
ان المصلحة القومية والعربية فوق الجميع . والاتحاد بين كل الدول العربية في مواجهة الصهيونية العالمية والشرق والغرب واجب ديني وقومي ووطني .
ان العالم كله شرقا وغربا يعمل ضد العرب والاسلام بسبب كراهيتهم للارهاب الذي تم صناعته بواسطتهم. وخير دليل علي ذلك اصدار الصين قوانين جديدة لعدم تقديم اي دعم مالي للاسرة المسلمة التي تسمي ابناءها اسماء اسلامية مثل محمد وجهاد ومصطفي وكفاح... الخ . واحتمال اصدار ترامب قرارا بنقل السفارة الامريكية الي القدس خلال الشهر القادم .