زياد السحار
صلابة القائد "تحفظها" إرادة الشعب
في حديث المصارحة مع الشعب خلال مؤتمر الشباب بالإسماعيلية تذكرت كلمات الشاعر المبدع الراحل سيد حجاب التي تغني بها المطرب الأصيل ماهر العطار أطال الله عمره في الستينيات من القرن الماضي حيث كان الرئيس عبدالناصر محظوظاً بإعلامه وفنه المواكب لتلك المرحلة الوطنية من تاريخ مصر حيث يصطف الشعب جميعاً بكل فئاته علي قلب رجل واحد يواجه التحديات والصعاب يداً واحدة حتي لا تنال منه معاول اليأس والإحباط التي اعتاد المتآمرون والحاقدون أن يدقوا بها علي رءوس هذا الشعب الصابر العامل.
أشفقت علي الرئيس وهو يصارح الناس بكم التحديات التي تواجهه وتواجه مصر والكلمات تفيض صدقاً. كما تقطر ألماً والتحديات في هذا العصر زادت وتضخمت. فلم تكن كما كانت في عهد عبدالناصر تحديات استعمارية لمحتل حمل عصاه ورحل وترك شوكة في قلب الأمة العربية أو قوي غربية ترفض أن تساند مصر في مشروعات بناء وإعادة إعمار بلد بعد احتلال دام 70 عاماً.. وكانت مصر لازالت تحتفظ بقوتها الاقتصادية وأرصدتها النقدية التي تكفي شعب لم يزد تعداده علي 27 مليون نسمة في أوائل الستينيات ذروة سنوات التحدي.
ورغم ذلك كان الإعلام والفن واعياً وداعماً في عشرات بل مئات الألوان من الإبداع والفن ومنها علي سبيل المثال هذه الكلمات التي عاشت حتي الآن:
ياما زقزق القِمرْي علي ورق الليمون
علشان بلدنا يا وله وجمال بلدنا يا وله.. كله يهون
شيِّلني شيِّل يا جدع
علي كل كتف أشيل جبل
عمر الكتاف ما هاتنخلع
مادام بيحلو العمل
وبالمناسبة القِمرْي الذي يغنيه ماهر العطار "الإمري" هو حمام بر من الطيور التي تهاجر جنوباً لقضاء الشتاء في إفريقيا. وفي نهاية الربيع يبدأ عودته.. وهو من الطيور المحببة للناس في ريف مصر.
***
حقاً.. كان الله في عون الرئيس السيسي وهو يواجه تحديات اقتصادية هائلة وتحديات سياسية وأمنية وإرهاب وظروف اجتماعية ضاغطة في معدلات نمو سكاني تصل 5.2 سنوياً تحتاج معدلات نمو تفوق ال 8% وقد اختار الرجل طريق المواجهة والإصلاح الذي تغافل عنه كل الرؤساء السابقين وقد سمعت مؤخراً لمذكرات الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق وهو يعتبر رفض إصلاحات صندوق النقد الدولي بل وإعراضه عن مقابلة وفده من بطولات فترة حكومته وظل الشعب مخدراً بكلام معسول من قيادته التي كانت تؤجل كل إصلاح يساندها ظروف اقتصادية جيدة تمثلت في تدفقات السياحة وقدراً من الاستثمار في زمن لم تصل فيه خطورة الإرهاب إلي هذا الفكر الداعشي الذي يغزو الآن العالم وتسانده قوي دولية وإقليمية.
لقد كان الرئيس السيسي صريحاً وواضحاً بل ربما صادماً إلي أقصي مدي.. ولكن لا مفر من هذه المصارحة التي لم يعيدها شعب من قائده من قبل.. ولكن بصراحة فإن الرئيس يحتاج مساندة شعبه ليس بالفن والغناء والإعلام فقط وهذا مطلوب.. ولكن صلابة الرئيس التي لازال بها تحتاج وعياً شعبياً وتضحيات تبدأ من الحكومة والوزراء والأجهزة المسئولة المعاونة للرئيس التي لا تغرق أو تغطس عن الدخول إلي معترك العمل.. بل مطلوب وزراء علي قدر المسئولية والقدرة علي تحقيق المعادلات الصعبة ما بين المشروعات الحيوية المطلوبة في الطرق والكباري والإسكان والأنفاق ووسائل المواصلات كالسكك الحديدية وغيرها.. وبين ظروفنا الاقتصادية الصعبة وقلة الموارد التي تصل إلي حد الفقر.. ليس مطلوباً من الوزراء أن يسيروا علي نهج خطط موضوعة من عشرات السنين. يدلون بتصريحات ووعود وهم أول من يدركون أنهم لن يستطيعوا في ظل هذه الظروف إنجازها أو يعتمدون كما أعلن أحدهم في مؤتمر الشباب علي القروض الخارجية وقدرة الوزيرة سحر علي تدبيرها!
***
في ظل هذه التحديات الهائلة وظروف تحرير سعر الصرف أن يتكاتف التجار ورجال الأعمال وأصحاب المصانع ولا يضاعفون أرباحهم بل ويتهربون من سداد الضرائب والجمارك ليتحمل البسطاء والفقراء وحدهم فاتورة هذا الإصلاح لدرجة تفوق الاهمال وتهدد بالانفجار يأخذ الأخضر واليابس في طريقه حيث لا منقذ أو مخلص هذه المرة من أخطار الفوضي والانفلات والخراب الذي يمكن أن يلحق بنا إذا لم نكن جميعاً واعين لحجم التحديات والظروف الصعبة التي تواجه بلدنا.
باختصار.. أتمني أن نشارك جميعاً القائد في صلابته وفي تحمله والأهم في صدقه وإخلاصه لوطنه وشعبه.
ونقول معه جميعاً فعلاً قبل القول:
شيِّلني شيِّل يا جدع
علي كل كتف أشيل جبل
عمر الكتاف ما هاتنخلع
مادام بيحلو العمل
وحقاً.. علشان بلدنا كله يهون.