فعلاً، ماذا يريدان بالضبط؟ عندما كانا فى القصر الرئاسي، كانت الحكمة تقتضى أن يقتربا من الشعب، خاصة مع مشروع التوريث الذى يتطلب محبة الناس، ولكنهما كانا على النقيض! تمترسا خلف أسوار عالية مصمتة، وحراسة شرسة، وعطَّلا المرور بالساعات قبل بدء خروج الموكب، وكانت سمعة علاء بنجاحات مبهرة فى البيزنس، وكان الوجه العابس هو الذى قرر جمال أن يواجه به الناس، مقترناً بالعجرفة فى التعامل مع كبار المسئولين الذين كانوا يصطفون خلفه فى إذعان العارفين بالأقدار! وأما هذه الأيام، فالخطأ عكسي، حيث الأفضل لهما أن يتواريا قليلاً، على الأقل تجنباً لاستثارة الحساسية بعد أن صدر ضدهما، مع الوالد، حكمٌ نهائيٌ باتٌ مخل بالشرف من محكمة النقض، إلا أنهما قررا الظهور الشعبي، بعد أن لم يعد فائدة من الود! فذهب جمال إلى مباراة مصر مع تونس، وظهر علاء فى الأحياء الشعبية، آخرها فى إمبابة، وجلس على مقهى بسيط، وشرب الشاى ولعب الطاولة مع بعض رواد المقهي، وأصرّ على دفع الحساب، ولكنه جامل صاحب المقهى وقبل العزومة. ويقول شهود هذه الوقائع إنهم لم يروا أية حراسة، بل إن الأخوين يتحركان بألفة ودون أبهة زمان..إلخ
فأما احتفاء البسطاء الطيبين بهما، فليس غريباً لأسباب كثيرة، منها ضعف المصريين، وخاصة أولاد البلد، أمام المشاهير، وخاصة من الحكام وأبنائهم، فما بالك بالعائلة الملكية السابقةّ! وكان يمكن أن يكون كل هذا مقبولاً على مضض، لولا غرابة إجابة الاثنين على السؤال الساذج المتكرر عن إمكانية أن يترشح أحدهما للرئاسة القادمة عام 2018، فيجيئ رد كل منهما وكأنهما تلقيا تلقيناً واحداً. يقول أحدهما إن ده مش وقته! ويقول الآخر: أنا ما جيتش هنا علشان أتكلم فى السياسة!! بالذمة، أليس هذا استفزازاً لكل من أراد أن يطوى هذه الصفحة وأن يتركهما لحالهما؟!
لا يا سيدي، أنت وهو، أنتما محرومان، ومعكما الوالد، من مباشرة الحقوق السياسية لمدة 6 سنوات، بما فيها التصويت والترشح، بناء على الحكم النهائى البات المخلّ بالشرف!