بكثير من اليقين، يعرف الجميع في مصر والعالم العربى أن منظومة كرة القدم عندنا لعبة قوامها الفساد، تدار بفساد وتُستغل بفساد أكبر من قبل أطراف كثيرة داخل الدول العربية عامة، فليس هناك فساد أوضح وأكبر من وجود لاعبين ومدربين يحصلون على ملايين شهريًا، بينما هناك في نفس الدول أغلبية شعبية تعيش تحت خطر الفقر، يعنى على أقل من دولار يوميًا.. بل إن الأسوأ من ذلك هو تقاعس بعض الدول عن بناء مصانع لتقليل البطالة، أو بناء مدارس لتعليم الطلاب أو مستشفيات لعلاج المرضى من أغلبية الشعب الفقير بحجة عدم وجود سيولة أو التعثر الاقتصادي، بينما تكون الأموال حاضرة وبكثر وببذخ وسفاهة وفساد فاجر لبناء ملاعب واستادات ونزل فندقية لثلة من اللاعبين.. أو بالأحرى عرائس الماريونت التى تلهى وتضر، ولا تفيد سوى من يريد دوام الحال على فساده وقماءته لأطول مدى ممكن.
لسنا في مصر الوحيدون في ذلك، فكثير من الدول المجاروة لنا تقوم بنفس الشيء، ولكن مواطنوها في رغد معيشى يسمح لهم بمتابعة كرة القدم بأريحية معيشية.. ولكن نبقى نحن متفردون.. فنحن مصر يا أستاذ.! يعنى لا تجد في أي دولة مجاورة موظفا أو عاملا مثل المصرى يحصل على 600 جنيه شهريًا أي ما يعادل 30 دولارًا أمريكيًا بعد التعويم، بينما السيد اللاعب الفلانى يحصل على هذا المبلغ مقابل حضوره مرة واحدة فقط للتدريب، أما راتبه الشهرى أو السنوى الفلكى، فحدث بكل حرج وأسى عن الأوضاع المعكوسة والظالمة التي تمنح من لا يستحق أموال وحقوق من يكد ويتعب ويخدم وطنه !
لذا.. لم تكن نظرة الكابتن حسام البدرى، الفذ كرويا وتعبيريا للحكم محمد عاشور في مباراة الإنتاج الحربى أمس الأول بغريبة، أو مستهجنة منه أو من المحترمين المرفهين المدللين أمثاله من مدربي كرة القدم الذين يحصلون على المال والشهرة والتدليل وعلى حساب من يشاهدونهم..
بالقطع يشعر السيد حسام البدرى بالتعالى والكبر والعظمة والنرجسية تجاه حكم كرة قدم.. نعم هو جزء من المنظومة لكنه ليس محترفا أو (مغترفا) ولا يحصل على 400 ألف جنيه شهريًا مثل حضرته.. كابتن النادي الأهلي بقى يا عم، مين قده.. فلينظر باحتقار للحكم ويستهزئ به ويشعره بالدناءة.. لماذا كل هذا؟
لأن البدرى ومن معه في تلك المهنة (الترفهية) يحصلون على كل شىء في وطن الفقير والضعيف فيه لا شىء تقريبا.. ربما يكون حكم المباراة موظفا مثلا أو مستحقا للتموين الشهرى الذي يكلف حكومتنا الرشيدة السخية 21 جنيه شهريا، والتي ستزيده في شهر رمضان المعظم فقط لــ 28 جنيها مرة واحدة.. بالذمة هل حسام ومن معه يعرفون شيئًا اسمه جنيه أو حتى عشرة منه.. أعتقد أن أقل مبلغ يدفعونه في شراء أي شىء حتى ولو كان تافها يبدأ من مائه جنيه ومضاعفتها أضعافا كثيرة لا نستطيع نحن الغلابة إحصاءها.
من حق الكابتن حسام ومن يشاركونه تلك المنظومة الخربة أن يتعالى على خلق الله، فهل رأينا يوما لاعب كرة أو رئيس ناد يحاكم أو يُحاسب على تعديه على المواطنين أو خرقه قواعد المرور مثلا أو حتى التعدى على رجل شرطة! لقد بلغ السفه والفجر بأحدهم بأن يتباهى في كثير من لقاءاته الإعلامية الكثيرة بأنه بلطجى..
آه والله يفتخر سعادته بأنه بلطجى ولا يقدر عليه أحد.. أيحسب أن يقدر عليه أحد وهو ضلع كبير جدا في منظومة رئيسية فاسدة تلهى وتضر وتنتج لنا نظرات من نوعية نظرة الكابتن حسام البدرى، نجم نجوم المدربين المصريين في كرة القدم المصرية التي لم تخط نحو كأس العالم سوى مرتين فقط بينهما فاصل زمنى تعدى النصف قرن.. من حقك يا كابتن طالما الأوضاع معكوسة والهرم مقلوب على رأسه والكرة وأصحابها فقط في العلالى !