أعادتني زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الي سنوات مضت في حياتي ابان كنت في فرنسا حيث اتلقي العلوم ..تقابلت مع الطالب التونسي لطفي بن العابد الذي صار استاذاً في جامعة القيروان تقابلت معه في المكتبة الوطنية بباريس و كنت لا أعرف شيئا عن اللغة الفرنسية سوي القليل.. بطبيعة الحال هو يتكلم اللغة الفرنسية كأهلها ساعدني كثيرا حتي تخطيت عقبة اللغة وساعدني في الحصول علي كارت الاقامة بصفة طالب وكارت العمل.
كنا نتقابل في "الستيي" المدينة الجامعية بسان مشيل.. انتهي الفصل الدراسي الاول واقترح ان نسافر الي ايطاليا في اجازة الصيف لنعمل هناك ليعيننا المال في سنوات قادمة.. الاخوة التوانسة كانوا يدخلون ايطاليا بدون تأشيرة قبل "الشنجل" ساعدني في دخول ايطاليا وتوجهنا الي ميلانو.. نزلنا محطة ميلانو تحفة معمارية لم أر مثلها حتي محطات باريس الخمس لم تكن في روعة البناء.. توجهنا الي كنيسة الدومو اشهر كنيسة وأروعها علي المستوي الفني الذي يرجع تاريخها وروعتها وشهرتها للفنان "مايكل انجلو" الذي مكث أربعين عاما ملقي علي ظهره علي سقاله رسم خلالها الجنة والنار في لوحة معمارية لم يتوصل إليه أحد غيره فصار مزارا سياحيا لا مثيل له أمضينا يوما وليلة في ميلانو و قمنا في اليوم التالي نبحث عن عمل دون جدوي ضاقت بنا السبل ولم يكن معنا أموال تعيننا علي الحياة تقابلنا مع احد المقيمين في ميلانو وارشدنا إلي كنيسة "فليو البدري" المجاورة لمحطة قطارات ميلانو ذهبنا اليها كنيسة صغيرة من طابق واحد.. قدمنا انفسنا لراعي الكنيسة رأي جوازات السفر وقال انتم ضيوف الكنيسة حتي تحصلوا علي عمل و لكم ان تتمتعوا بالاقامة معنا من مأكل وملبس.. شروطنا ان تأتوا السادسة مساء وتنصرفوا السادسة صباحا للبحث عن عمل قام راعي الكنيسة وكان اسمه "فليو البدري" يبدو ان الكنيسة تحمل اسمه قام بالعظة اليومية ودرس ديني وطلب من احد المسلمين إلقاء كلمة دينية وبعد الانتهاء من إلقاء احدنا كلمته عن الدين الاسلامي التفت نحونا و اكد انه كلام جميل حقا لكني لا افهمه.. مكثنا في الكنيسة عشرة ايام دون ان نحصل علي عمل اقترح علينا أن نذهب الي تورينو فهي بها اسواق واكبر سوق للخضار وربما تحصلون علي عمل هناك قام واشتري لنا تذكرة علي نفقة الكنيسة زرنا اكثر المدن الايطالية وفقنا الله في الحصول علي عمل في مدينة بلوزانوا قررنا في نهاية الرحلة ان نذهب الي الفاتيكان المدينة الروحانية للكاثوليك في الغرب مدينة بها طابع روحي وديني وتسامح.. هذه القصة ارجعتني لصباي وشبابي ورأيت البابا فرانسيس وهو يتكلم فكأنني استحضرت فليو البدري الرجل الطيب الذي استقبلنا منذ سنوات في ميلانو ورحب بنا ونحن مسلمون وقام بالضيافة وحاول توفير عمل لنا هذا هو التسامح الحق وإذا كنا نضرب المثل بتلك القصة لكي نفهم ان الاديان جاءت للتسامح والتقرب الي الله تعالي واكبر دليل رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم الذي قال جئت لأتمم مكارم الاخلاق والذي تسامح ضد من آزوه في قريش وقال اذهبوا فانتم الطلقاء.. لعن الله من حاول ان يشوه صحيح الدين بالقول أو الفعل أو يرهب الآمنين باسم الدين.. الدين الاسلامي دين تسامح ومحبة.. نشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي قائد مصر الذي دعا البابا لزيارة مصر ليري الصورة الحقيقية للشعب الواحد والذي لافرق فيه بين مسلم ونصراني الكل يعمل من أجل هذا الوطن و البناء.