فتحى حبيب
الرئيس والشباب وزيارة بابا الفاتيكان
المداخلة التليفزيونية التي أجراها "السيسي" الليلة الماضية تؤكد أنه رئيس لكل المصريين. يشاركهم آلامهم وأحلامهم.. نعم. لا يصح أن ننام وبيننا أسر تعيش في منازل دون سقف.. وأضم صوتي لاقتراح الرئيس بجمع جنيه من كل موظف لصالح القري الأكثر احتياجاً بحيث نتكاتف جميعاً لتطويرها.
أتفق مع الرئيس في أن غداً سيكون أفضل بكثير.. حيث تشهد الفترة المقبلة افتتاح مشروعات قومية عديدة تم الحديث عن الكثير منها باستفاضة خلال مؤتمر الشباب بالإسماعيلية.. والذي لم يكن حدثاً عادياً.. بل كان فريداً من نوعه.. وتفوق في مناقشاته وطرح القضايا الداخلية والخارجية والتحديات التي تواجه مصرنا الحبيبة علي مؤتمري "شرم الشيخ وأسوان".
الرئيس -كعادته- كان صريحاً وواقعياً.. تحدث بشفافية وإخلاص وبحب جارف عن آماله وطموحاته لمصر الحاضر والمستقبل.. تراه وهو يتحدث كالجراح الماهر يدرك موطن الألم ثم يتدخل بعناية فائقة بمشرطه لإزالته ثم يكتب روشتة العلاج المناسب تماماً للحالة.. لم يشأ الرئيس أن يأخذنا إلي أحلام وردية أو يعطينا مسكنات.. أو بمعني أوضح وأدق "لبس طاقية ده لده" كما حدث في الماضي وأدي إلي تفاقم المشكلات بدلاً من اقتحامها.
استعرض الرئيس بصدق وتجرد يحسد عليه مختلف الأوضاع وصعوبات المرحلة.. صارح وكاشف الشباب والشعب بعيداً عن البروتوكولات.. وجاء الحوار بين قائد مصر وشبابها من القلب.. حتي الأسئلة التي طرحها المشاركون لم تكن معدة سلفاً كما كان يحدث في العهود السابقة.. الشباب يسأل بأريحية ودون قيود.. والرئيس يرد بصراحة ووضوح: لن نبيع الوهم للشعب.
المؤتمر الثالث للشباب بالإسماعيلية يؤكد أن مصر تمضي بقوة علي طريق الديمقراطية وحرية الرأي المسئولة.. وأن الدولة جادة في دعم الشباب وإعدادهم للقيادة وتولي المسئولية وهو ما أكده الرئيس بإعداد حملة الماجستير والدكتوراه بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة لتولي مناصب المحافظين والوزراء.. نعم هذا هو فكر الرئيس.. وهذه هي رؤيته لمستقبل مصر.. إنه رد عملي علي النافخين في النار ومثيري القلاقل والفتن بأن هناك حالة خصام بين الشباب والدولة.
كما كانت زيارة بابا الفاتيكان إلي مصر ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي هي الأبرز عالمياً وقد تصدرت وسائل الإعلام ليتأكد المجتمع الدولي أن مصر أرض السلام ومهد الديانات.. تنعم بالأمان والاستقرار.. ومن هنا يجب تشكيل فريق عمل علي أعلي مستوي لاستثمار الزيارة سياحياً واقتصادياً وأمنياً.. والتواصل مع السفارات في الخارج بإرسال تفاصيل الزيارة وعرض نشاط بابا السلام في البرامج المشهورة بأمريكا وأوروبا وآسيا.
إن الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان صفعة للإرهابيين وللنظامين القطري والتركي اللذين يمدانهم بالأموال.. ودليل لا يقبل الشك علي مدي الأمن والأمان الذي تعيشه مصر رغم أنف الحاقدين والكارهين والمتآمرين والخونة.. كما أنها صفعة للفتنة الطائفية التي حاول أعداء الوطن إشعالها مؤخراً.. إنها رسالة للعالم كله بأن مصر بلد السلام والمحبة والإخاء.. شعبها نسيج واحد ومصيره واحد وأنه لا توجد قوة في العالم يمكنها التأثير أو إحداث الوقيعة بين مسلمي مصر وأقباطها.
تحيا مصر.