المساء
مؤمن الهباء
مستقبل الأسد
كثر الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.. هل سيظل في موقعه أم يجب أن يرحل.. ولم يكن هذا الحديث بين أطراف سورية لها الحق.. بل عليها واجب أن تطرح هذا السؤال وتجيب عليه.. وإنما كان بين أطراف دولية ثبت أنها وحدها التي تملك القدرة علي الإبقاء علي الأسد أو الإطاحة به.. ولديها الوسائل لتنفيذ إرادتها.. ولا عزاء للشعوب المقهورة.
كشف بيتر إيليتشيف سفير روسيا لدي الأمم المتحدة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ سفراء 15 دولة في مجلس الأمن أن مستقبل بشار الأسد لا يشكل عقبة.. وأن بقاءه أو رحيله ليس مهما.. المهم هو العملية السياسية ووقف القتال.
أما السفير البريطاني ماثيو رايكروفت فقال إن فهمه لسياسة ترامب في سوريا يتمثل في إنهاء النزاع في أسرع وقت ممكن.. وأن ذلك يشمل مناقشة سياسية تؤدي إلي عملية انتقال لا يبقي الأسد من بعدها في السلطة.
وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرلوت أن مخابرات بلاده حصلت علي عينات من موقع الهجوم الكيماوي في بلدة خان شيخون السورية الذي أسفر عن عشرات القتلي والمصابين وقامت بتحليلها فأكدت النتائج أن قوات نظام الأسد هي التي نفذت الهجوم بناء علي أوامر من بشار أو دائرته المقربة.. وعليه أن يتحمل المسئولية ويدفع الثمن.
وفي موسكو قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد مباحثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف إن الرياض لاتزال تعتقد أن الأسد ليس له مستقبل في سوريا.. يجب أن يدفع النظام السوري ثمن استخدام الكيماوي ورد لافروف علي الجبير بقوله إنه لا توجد خلافات غير قابلة للحل بين البلدين عندما يتعلق الأمر بالتوصل إلي حل للأزمة السورية.. وذلك رغم الخلافات المعروفة بين موسكو والرياض بشأن دور الأسد.. حيث ترفض موسكو دعوات تنحيته.
ودخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علي الخط فقال إن الأسد ليس عنوانا لحل منتظر في سوريا.. مبديا خيبة أمله من الإخفاق الدولي في رحيله.. ولمح أردوغان إلي تخفيف الدعم الروسي للأسد.. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال له: "أردوغان.. لا تفهمني خطأ.. لست أدافع عن الأسد.. أنا لست محاميه".
هذه - للأسف - نماذج من الأحاديث التي تدور بين زعماء الدول الكبري وتوابعهم بخصوص تحديد مستقبل رئيس إحدي الدول العربية المهمة.. وهي - كما تري - لا تقيم وزنا للشعب الذي ذاق الأمرين من طغيان الرئيس ومن ظلم أبيه من قبله.. لقد كتب علي هذا الشعب وكل الشعوب العربية التي عانت من الاستبداد والديكتاتورية أن يكون مصيرها في أيدي الكبار.. وليس من حقها أن تختار بإرادتها من يحكمها مثلما تفعل الشعوب الحية التي تنتقل السلطة فيها بسلاسة كاملة من خلال رحلة شيقة إلي الصندوق الزجاجي ليس أكثر.
لقد ضحت الشعوب العربية كثيرا من أجل الحرية والديمقراطية.. ودفعت ثمنا باهظا من أرواح أبنائها ومازالت تضحي وتدفع الثمن.. لكن القبضة المستبدة أقوي.. والقبضة الدولية المتواطئة لن تترك شعوبنا تنتصر إلي النهاية حتي لا نخرج من دائرة التبعية ونحقق الاستقلال التام لأنفسنا عنهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف