الأخبار
جلال دويدار
كيف نجت الإمارة.. من أزمة الانهيار والافلاس؟ (2)
كان للازمة الاقتصادية التي داهمت العالم انعكاسات سلبية اقتصادية شديدة علي امارة دبي. كان من أخطر تداعيات هذه الازمة انهيار أسعار الوحدات السكنية التي كانت تعد نشاطاً اساسياً ورائجاً للاستثمار. هذا الوضع أدي لخسائر مالية هائلة للامارة والافراد وصلت الي حد الافلاس. لم ينقذ دبي من تفاقم هذا المصير المأساوي الذي تجسد في عدم القدرة علي دفع الامارة لالتزاماتها المالية سوي تدخل امارة أبو ظبي بما لديها من فوائض عوائد ثروتها البترولية الضخمة. تمثل ذلك في قيامها بشراء الكثير من المنشآت في دبي بما في ذلك أعلي برج في العالم الذي سمي باسم حاكمها الشيخ خليفة.
كان لهذا التدخل من جانب امارة ابو ظبي الشقيقة التي يرأس حاكمها دولة الامارات العربية المتحدة بمثابة سفينة الانقاذ. اسفر هذا التدخل عن تعويم امارة دبي اقتصاديا وحمايتها من الغرق والضياع. استطاع حكام دبي بعد ذلك بذكائهم وفكرهم التجاري الاستثماري.. توفيق الاوضاع ورسم استراتيجية جديدة لمواصلة المسيرة المبهرة واستعادة الانطلاقة علي أساس جديد يقوم علي تنوع اوجه الاستثمار. ساعدها علي المضي في هذا الطريق.. حماس وإقبال الشركات العالمية علي اتخاذها مركزا لممارسة نشاطها وتوسعاتها.
كان دافع وركيزة هذا النشاط الدولي ما تتمتع به منطقة الخليج من ثراء أتاح لها فوائض مالية ضخمة يجري استخدامها في مشروعات التنمية.
لا يمكن عند الحديث عما وصلت إليه »دبي»‬ من تقدم فريد إغفال الفكر الخلاق لحاكمها الشيخ محمد بن راشد القائم علي الانفتاح إلي جانب عبقرية اختياره لمعاونيه. حرص ايضا علي الاستعانة بالخبراء والمتخصصين من كل انحاء العالم خاصة من بريطانيا لاقامة ودعم كيان إمارته علي أحدث ما وصل اليه العالم من تطور. لم يقتصر فكر حاكم دبي علي ما كان قد تحقق من نجاحات ولكن اعتمد ايضا علي بعد نظره في التجديد والتحديث بما يتماشي مع المستجدات والمتغيرات. اكتشف ان التسوق والنشاط العقاري ليس كافياً لاستمرار عملية الازدهار خاصة مع الزيادة الكبيرة في الاسعار نتيجة زيادة الانفاق وارتفاع مستوي المعيشة وهو الامرالذي اصبح عائقا أمام منافسته للأسواق الأخري.
هذه التطورات جعلته يتجه بالامارة لتكون أكبر مركز علي مستوي العالم للانشطة الترويجية والترفيهية الشاملة لكل شيء وبلا أي استثناء.. ظهر هذا جلياً في توسيع اعطاء التصريحات والحوافز للاستثمار في هذه المجالات. ادت هذه الاستراتيجية الي ارتفاع اعداد الزوار والسياح الذين وصلوا إلي ما يقرب من ٢٠ مليون زائر وسائح عام ٢٠١٦. ترتب علي تعاظم هذه الانشطة ارتفاع عدد سكان الامارة الي ما يزيد عن اربعة ملايين شاملة العاملين من كل الجنيسات. كما هو معروف فإن عدد ابناء الامارة انفسهم لا يتجاوزون المائتي ألف مواطن.
تحول دبي إلي مركز عالمي اقتصادي وتجاري وخدمي.. تطلب الارتفاع بمستوي البنية الاساسية سواء كانت طرقا او مرافق عامة ووسائل نقل. كل هذا كان الركيزة الاساسية للنجاح الذي أصبح لافتا للأنظار. لا يفوتني في تناولي لهذا الجانب المهم تمكن الامارة وخبرائها من الاستفادة إلي اقصي حد من تجربتي هونج كونج وسنغافورة ومسيرتهما الناجحة اقتصادياً. لجأوا الي توسيع رقعة أراضي الامارة.. بردم أجزاء من مياه الخليج العربي واقامة جزر عليها. خصصت هذه الجزر لاقامة أحياء جديدة ساهمت في اجتذاب واقبال المشترين والمستثمرين.
رغم هذا النجاح والتقدم الذي وصلت اليه »‬دبي» واللافت للنظر والذي يحظي باهتمام العالم.. فان تطلعات وآمال القائمين علي مسئولية هذه الامارة مازالت تتصاعد نحو المزيد من الافاق التي لا حدود لها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف