احمد الشامى
"التلويح بالغضب" و"عتاب الرئيس"
فتح الرئيس عبدالفتاح السيسي قلبه وأباح بمكنون صدره للشعب في مؤتمر الإسماعيلية الأخير واتسم حديثه كالعادة بالمصارحة والمكاشفة مدافعاً عن مشروعه بسعيه إلي بناء دولة حديثة غير قابلة للسقوط رغم مرور الزمن. أو محاولات دفعها إلي التأزم السياسي استجابة لبعض الدعاوي المشبوهة والتي يأتي في مقدمتها التلويح بالغضب من جانب البعض الذين يخططون لاشعال نيران الفتنة. فأكد الرئيس أن مثل هذه الدعوات لن تبقي ولا تذر وستعود بنا إلي صراع يدفع قوي الشر لتحقيق أهدافهم والتي يأتي في صدارتها إلغاء الحياة السياسية ودفع الدولة إلي الانهيار عن طريق تسليمها إلي الإرهابيين الذين يحاربون بكل قوة لإنهاكها ولم يكن غريبا أن يستقر عتاب الرئيس في أفئدة المصريين وعقولهم فهو الذي وضع روحه فوق كفه ولايزال من أجل إعادة بناء الوطن حتي لو كلفه ذلك حياته بعد أن كاد يحوله الإخوان وأعوانهم إلي كومة من الركام.
وعاتب الرئيس الدول الراعية للإرهاب محذراً إياها من مغبة أفعالها. بعد أن دفعت مصر الثمن غالياً من دماء أبنائها الأبطال من أجل الدفاع عن إرادتها ومؤكداً أنها ستدفع المزيد من التضحيات حتي تنتصر وهذه الدول معروفة للجميع وليست خافية علي أحد في العالم يتصور قادتها الصغار أن حربهم ضد مصرستحقق لهم مبتغاهم لكنهم واهمون لأنهم قريباً سيحترقون بالنيران نفسها بعد أن سعوا لنشر الفوضي لعرقلة تقدمها. ناسين أو متناسين أنهم يستطيعون كسر إرادة الأمة المصرية التي ظلت تقف صامدة آلاف السنين في وجه المعتدين والخونة ولم يهزمها أحد ولذا دعا الرئيس إلي توحيد الجهود العالمية للقضاء علي الإرهاب الذي بات يضرب العالم كله بلا هوادة خصوصاً أن حكام الدول الداعمة للإرهاب لا تكف عن مسعاها لتدمير منطقة الشرق الأوسط معتقدة أن الإرهابيين سيحمونهم من شعوبهم.
وحرص الرئيس علي توجيه العتاب لبعض مؤسسات الدولة. مطالباً بكبح الفساد ومنح الشباب تراخيص مؤقتة لإقامة مشروعاتهم وإطلاق مبادرة لتجميل الميادين وتقنين أوضاع المشروعات المتنقلة وانطلق في اليوم التالي لانتهاء المؤتمر ليتابع ما يتم من تنفيذه من مشروعات قومية كبري علي أرض الواقع والتي توفر للشباب الآلاف من فرص العمل خصوصاً مدينة الجلالة والعاصمة الإدارية الجديدة عنوان النهضة لمصر الحديثة والتي ستكون بمثابة مدينة المستقبل التي بدأت شركات الإسكان الكبري تتنافس من أجل الحصول علي جزء من أراضيها لبناء مشروعات متطورة وهو ما سيعود علي الدولة بأموال طائلة تستخدم في التنمية في مقدمتها تطوير التعليم والصحة. وظني أن خيبات الأمل التي أصابت بعض الأشخاص في الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار بعض السلع تحطمت علي صخرة الصراحة التي تحدث بها الرئيس ليس لأبنائه الشباب فقط بل لكل المصريين. لأنه يعتبر نفسه القدوة للجميع ويحس بما يشعرون به.
وأقول لكم ان الجهود التي يبذلها الرئيس لبناء دولة حديثة لا تتوقف. والتي توجت خلال الأيام الماضية بزيارة البابا فرانسيس لمصر. لأنها جاءت في الوقت المناسب وحتي تؤكد للقاصي والداني أن وطننا ينعم بالاستقرار وأن وقوع بعض الحوادث الإرهابية من وقت لآخر لا يعني أن الإرهاب سيهزمنا. بل إن مصر قادرة علي أن تنتصر علي كل خائن. وهذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي عند استقباله للبابا في قصر الاتحادية. ولم يكن غريباً أن يتحدث البابا باللغة العربية أثناء كلمته في حضور الرئيس قائلا: مصر أم الدنيا قبل أن يختم: شكراً وتحيا مصر هكذا تسكن أرض الكنانة في القلوب وتهيم داخل العقول بتجاربها الفريدة بأن تكون وطنا واحدا للجميع وحضناً دافئاً لمن يطلب الأمن والأمان لكن الأهم الآن أن تستثمر الجهات المعنية هذه الزيارة لوضع مصر علي خريطة السياحة العالمية.