صلاح عطية
شكراً للبابا فرنسيس .. وتقديراً للقضاء
كان وداع الرئيس عبدالفتاح السيسي للبابا فرانسيس في مطار القاهرة. معبراً عن تقدير كل مصري محب لبلده. لما أضافته زيارة البابا لمصر.. وهو كثير جداً.. وأهمه علي الإطلاق هو تأكيد الصورة الإيجابية لمصر التي تحاول جماعة الشر والمتحالفين معها والمساندين لها. تشويهها. لتعطيل البناء والتنمية والاستثمار والإضرار بالسياحة.. وبالتالي الإضرار بكل أبناء مصر.. تأكيد الصورة الإيجابية.. والحقيقية لمصر. بلد الأمن والأمان والاستقرار.. هو أمر نحتاجه لكل مناحي حياتنا.. بداية من السياسة. والاستثمار. والاقتصاد. وانتهاءً بالسياحة.. التي نأمل أن تستفيد بالآثار الإيجابية التي أوجدتها زيارة "بابا السلام لبلد السلام".
ولا شك أن مصر كلها قد نجحت في هذه الزيارة.. أمنها وأمانها.. وشعبها الودود المضياف. وسماحة أهلها مسلمين ومسيحيين.. وقيادتها.. وأجهزتها.. وهيئاتها.. وأزهرها.. وكنيستها.. أطفالها. وشبابها. وشيوخها.. وأخيراً شرطتها وجيشها. وكل أجهزتها الأمنية التي أمَّنَت هذه الزيارة وكفلت لها النجاح.
وإذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد ذهب لوداع البابا في المطار.. فإنما ليقول للبابا بلساننا جميعاً: شكراً.. شكراً علي مساندتك لهذا البلد الكريم.. وشكراً لإصرارك علي إتمام الزيارة. رغم كل شيء.. وشكراً لكل ما قلته من كلمات في حب مصر. وتقدير لها ولتاريخها. ولحضارتها. ولشعبها.. شكراً لك. وأنت تؤكد السماحة والحب بين المسيحية والإسلام.. وشكراً لك وأنت تؤكد شعار زيارتك.. زيارة "بابا السلام لبلد السلام".
إن هذا النجاح يدفعني إلي التفاؤل بأننا لن نقصر هذه المرة في استغلال هذا النجاح.. والبناء علي الآثار الإيجابية لهذه الزيارة لتحقيق قفزات في كل المجالات. وعلي رأسها جميعاً.. السياحة والاستثمار.
* أتحول الآن إلي موضوع ثان.. وأظن أننا لم نحقق فيه أي نجاح.. بل علي العكس.. حققنا احتقاناً كنا في غني عنه.. لو أحسنَّا إدارة المشكلة.. ووصلنا إلي قدر من التوافق بين أطرافه.. أتحدث عن معركة مجلس النواب.. وهيئات القضاء.. وأقول: إن من يتوهم أن المعركة انتهت عند هذا الحد واهم.. وإذا كان المجلس.. ونوابه.. يجلسون الآن مبتسمين.. بعد هجوم مباغت أنهوا فيه المعركة كما ظنوا بموافقة فجائية.. قبل موعدها.. ليكون في تقدير البعض نهاية للمعركة.. ولكن الحقيقة غير هذا تماماً.. والقول بانتهاء المعركة قول مبكر تماماً.. فمازالت هناك جولات أخري في المعركة.
وقد كتبت من قبل تعليقاً علي نائب قانون القضاء عندما قال: "القانون حيمشي يعني حيمشي".. وقلت بنفس كلماته العامية: "لأ.. مش حيمشي".. ولا أظنني بعد ما حدث قد تخليت عن هذا الرأي.. فمازلت مقتنعاً بأن القانون لن يستمر طويلاً.. وعلينا أن ننتظر الحكم الذي بدأ البعض في التقدم إليه فعلاً.. وقد يطول أمد التقاضي.. ويطول حسم الأمر.. ونحن نقول: ما كان أغنانا عن هذا كله لو أن الأمر تم بالتوافق.. وجلس الجميع معاً.. وتوصلوا إلي ما يفض هذا الاشتباك بين السلطتين التشريعية والقضائية.. ووضع تعيين رءوس السلطة القضائية بين يدي أبنائها.. كما أن رءوس السلطة التشريعية بأيدي أبنائها.. فهل يستسيغ الناس مثلاً تعيين رئيس البرلمان بقرار من رئيس الدولة؟!.. والآن وقد صدر القانون.. فإن القُضاة أثبتوا فعلاً أنهم رجال قانون.. فقد شرعوا علي الفور في تنفيذه.. تاركين باقي المراحل لما تأتي به الأحكام لمن سيلجأون إلي المحكمة الدستورية.. لتقضي في الأمر.. وتقديرنا وشكرنا يزداد لهم.. وكل ما نتمناه أن نري قاضياً جليلاً تشيع كل الروايات المتداولة أن القانون قد صدر لإقصائه.. وقد يكون هذا غير صحيح.. أقول أن نري هذا القاضي الجليل يرأس هيئته.. من خلال تطبيق هذا القانون.. وقد يخفف هذا من الاحتقان.. وينفي ما ثار من شائعات.. حما الله مصر.. وحما الله شعبها. وقيادتها. وجيشها. وشرطتها.