نعم.. أنا متعاطف مع الإعلام الذي يحمل اسماً حكومياً بكل طوائفه المكتوبة والمسموعة والمرئية لأنه خلق من رحم المعاناة والمصداقية حيث يغلف شرف المهنة التي وجدت لكي توجه الرأي العام وتحافظ علي بعد الأمن القومي وتقف نصيراً للغلابة في وجه الطغاة والفاسدين والمتآمرين والخارجين عن القانون وروحه وكل شيء يضر بالبشرية.. لكن ليس معني هذا أنني ضد الإعلام الخاص بل علي العكس أجده يتمتع بمساحة عريضة من الحرية يقدم من خلالها للناس الشيء الجيد عندما يستغلها أحسن استغلال ويتقي الله فيما يقدمه.
** ولا ننسي جميعاً أن الإعلام الخاص لم يكن أبداً نبتة شيطانية بل ولد بشهادة ميلاد تحمل أسماء أبناء ماسبيرو والصحف القومية.. لكن وضعوا تحت لكن هذه مائة خط.. عندما تزوج المال من السلطة خاصة في عهد مبارك بدأت القيم تتراجع بقوة لأن سطوة المال لا تعرف في قاموسها القيم ولا الأخلاق ولا ميثاق الشرف إلا من رحم ربك!!
** فبات أغلب هذا الإعلام يتعامل مع أخطر مهنة بأسلوب التجارة.. وأي تجارة.. التجارة الفاسدة مثل تجارة السلاح والمخدرات والسموم وأخيراً تجارة الأعضاء البشرية؟!
** فأصبح أغلب هذا الإعلام عبئاً ثقيلاً علي الوطن بعد أن تجرد من أسمي المعاني التي وجد من أجلها والرسالة التي يجب أن يقدمها ليساهم في نهضة الوطن وتطوره والاهتمام بالعنصر الأساسي ألا وهو العنصر البشري!!
** نعود ونقول.. للحقيقة بين الحين والآخر نجد هذا الإعلام يلقي الضوء علي قضايا جوهرية بمهنية عالية وعمق كبير يضع من خلالها الأمر علي طاولة المسئولين لمناقشتها وحلها.
** لذلك لم يكن غريباً أن يقوم الرئيس السيسي بعمل مداخلة مع عمرو أديب أصابت إعلام ماسبيرو بغيرة شديدة وتساؤل.. لماذا لم يقم الرئيس بعمل مداخلة في القلعة الإعلامية التي تحمل اسم ماسبيرو؟ وأتصور أن الرد بسيط للغاية ويكمن في أن المبني العملاق هذا بكل قنواته لا يقدم البرامج التي تخدم الشارع وتمس الرجل البسيط بعمق كبير.. ولا تنسوا أن إيمان الرئيس بالإعلام القومي واضح تماماً سواء من خلال حواراته مع رؤساء تحرير الصحف القومية أو دعوته بدعم ماسبيرو للعودة به إلي سابق عهده.
** ولكي ينصلح الحال لابد أولاً أن يتم تشخيص المرض إذا جاز التعبير وهذا يعني أن يعترف أهل ماسبيرو بأن هناك خللاً كبيراً يحتاج إلي إصلاح من أهل هذا الصرح الكبير أولاً!!
والله من وراء القصد.