نعيد السؤال للمرة الألف: ما هى فائدة كمائن الشرطة إذا كان اولادنا يقتلون بها؟، ولماذا يقبل أولادنا فى الشرطة الوقوف فى كمائن مثل لوحات التنشين؟، ما الذى يعود على أسرهم بعد استشهادهم برصاص غادر أو قذيفة هاون أو قنبلة صناعة محلية بعشرين جنيها؟، ما الذى ستستفيده زوجته وأولاده أو والداه بعد وفاته؟، ولماذا يضحى أولادنا فى جهاز الشرطة بأرواحهم وبيوتهم وبمستقبل أسرهم؟، هل لحماية الوطن أم تنفيذا لخطط وفكر قيادات فاشلة؟، هل لأن دخلهم الشهرى مرتبط بهذا العمل الخطر أم لكى تصرف زوجته وأولاده خمسة آلاف جنيه بعد وفاته أو ألفي جنيه عند إصابته بعجز جزئى أو كلى؟، لماذا يقبل أولادنا الجنود وصف الضابط والأمناء والضباط أن يخاطروا بأرواحهم رغم تأكدهم أن خطط قياداتهم فاشلة وأن المعدات التى تساعدهم على تنفيذ مهامهم قاصرة وعاجزة؟.
يؤلمنى جدا أن أرى أولادنا المجندين والضباط والأمناء وصف الضابط وهم يتساقطون يوميا بأيدى الإرهاب الغادر، وما يؤلمنى أكثر أن أراهم صيدا سهلا لهؤلاء السفلة دون أن نعيد النظر فى خطط تأمين المنشآت والكمائن الثابتة والمتحركة.
الإرهابيون يدرسون جيدا المواقع التى يعتدون على أفرادها، ويخططون جيدا لتنفيذ العملية ولهروب المنفذين من موقع الحادث، ونحن للأسف لا نتعلم أبدأ من أخطائنا، ما نقع فيه اليوم نكرره غدا وبعد غد والأسبوع والشهر القادم، وما نخسره اليوم نخسره فى الغد وكل يوم.
بعد كل حادثة نؤكد أننا سوف نعيد النظر فى كيفية تأمين الموقع ومن قبله الأفراد، وللأسف فى اليوم التالى يقع حادث آخر، ويستشهد ويصاب فيه أولادنا المجندون والأمناء والضباط، ويتضح أن الإرهابيين قتلوا أولادنا بنفس السيناريو الذى سبق وقتلوا به زملاءهم فى كمين آخر: سيارة مفخخة، أو قذائف هاون عن بعد، أو اقتحام الكمين وتصفية من فيه، أو دراجة بخارية تلقى قنبلة محلية الصنع أو يفتح راكب الدراجة النار على أولادنا، ثوان وتلون دماء أولادنا التراب والحطام.
فى اليوم التالى أو بعد لحظات من وقوع الحادث تنقل الفضائيات والمواقع الخبرية العديد من الروايات عن شهادات وشهود لم يروا شيئا، حتى المصابون ضربوا دون أن ينتبهوا لمن ضربهم.
السؤال الأخير الذى لا مفر من طرحه، هو: هل أولادنا الذين يستشهدون يوميا لا يمتلكون الخبرات القتالية الكافية لمواجهة الإرهابيين أم أن قياداتهم هم الذين تركوهم لمواجهة مصيرهم بخطط عقيمة ومعدات فات عليها الزمن؟، إلى متى ستظل القيادات الفاشلة فى مواقع المسئولية؟، ولماذا لا نكلف هؤلاء الفشلة بالوقوف فى الكمائن العارية لكى نتخلص منهم.