المساء
محمد فؤاد
لوبان.. انتهي وقت اللعب!!
لم تخيب "مارين لوبان" زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة. توقعات وتنبؤات الدوائر السياسية العالمية. وباتت إحدي فرسي الرهان اللذين وصلا إلي الجولة الثانية والنهائية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. بجانب "إيمانويل ماكرون" مرشح الوسط.
في العموم نحن لا نناصر أي من المرشحين ضد الآخر. ولا نفضل أياً منهما علي الآخر. فكل السياسات الغربية لا تهم إلا أصحابها. ونطرياً وعملياً أثبتت التجارب والمواقف أن أوروبا لا تهتم إلا بمصلحتها وحديثها عن الغير ما هو إلا دخان في الهواء!!
أما لماذا كان التركيز علي "لوبان" دون المرشح الآخر؟
فمرجع ذلك إنني كنت متابعاً لتصريحاتها المتطرفة. منذ فترة عندما طفا اسمها علي وجه الأحداث الجارية. والتي بدت انها صادمة بشكل عام سواء للفرنسيين أو العرب والمسلمين. إذ أنها تؤيد الخروج من الاتحاد الأوروبي وتدعو الفرنسيين إلي استخدام الفرنك بدلاً من اليورو!!
وهي تنادي بخفض أعداد المهاجرين إلي فرنسا وتدعو إلي حرمان الأطفال الأجانب من مجانية التعليم. كما أن لها معركة خاصة ضد الحجاب. وتدعو إلي عدم ارتدائه في الأماكن العامة. فعلي حد قولها إن فرنسا بلد "بريجيت باردو" وليست بلد البوركيني!!
ثم إنها خرجت أخري. تهاجم الذبح علي طريقة الشريعتين الإسلامية واليهودية. لما فيها تعذيب للحيوان وقسوة عليه ـ كما تري ـ دونما إفقاده للوعي قبل ذبحه!!
ورغم أن الدكتور "أحمد الطيب" قد طلب منها في إحدي المقابلات بألا تتعرض للإسلام بآرائها المعادية له. إلا أنها خالفت ذلك وتدخلت فيما لا يعنيها. وإذا كانت قد هاجمت زين الدين زيدان لاعب الكرة السابق. مدعية أنه لا يفهم في السياسة كما يفهم في الكرة. فعليها هي الأخري عدم التدخل في أمور الدين. فقد ثبت علمياً أن الذبح علي الطريقة الإسلامية هو الأفضل. والأكثر أمناً علي صحة الإنسان وأكثره رحمة بالحيوان.
ثم إنها ليست أرحم من الله علي خلقه. وإذا كانت تتعاطف مع الحيوان. فأين تعاطفها مع الإنسان. وهل مقصلة "ماري انطوانيت" أو أي آلة قتل فرنسية أخري كانت رحيمة مع ضحاياها سواء في فرنسا أو غيرها. وما هو من البشرية التي تبيدها المذابح ـ غير الرحمة ـ في بورما وفلسطين وإفريقيا وغيرها؟!
إذا كانت "لوبان" تري أن وقت اللعب مع المهاجرين قد انتهي. فهل ينتهي وقتها هي الأخري مع حملة المعارضة القوية التي تشنها شخصيات عامة كالرئيس الحالي "أولاند" والرئيس السابق "ساركوزي" وزيدان وغيرهم. لحث الفرنسيين علي عدم التصويت لها في المرحلة الثانية. نظراً لخطورة آرائها التي لا تتفق والقيم الفرنسية؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف