المساء
سامى عبد الفتاح
إعلام عشوائي.. وإعلام محترم ومحترف


لم أصدق "همسة العتاب" التي اضطر إليها الكابتن خالد الغندور. وهو يعاقب المستشار مرتضي منصور. لأنه قطع فروته وبهدله ذهاباً وإياباً. وعايره بأنه الذي أدخله مجال الإعلام الرياضي.. فقال الغندور معاتباً ومذكراً أنه الوحيد الذي فتح منابره الإعلامية وقت أن كان رئيس الزمالك محرماً علي كل القنوات التليفزيونية والصفحات الرياضية. ليقول ما يريده. ويشتم هذا وذاك. وتحمل في سبيل ذلك أن طردوه من المحطة الفلانية والعلانية وأنه جلس في بيته بلا عمل أكثر من ستة أشهر.. كلام بصراحة يقطع القلب ويجعل الدموع تنزل أنهاراً من العيون الباكية علي ما فعله رئيس الزمالك مع "بندق" الذي عرف فجأة أن ما حدث لقي قبولاً من الكثيرين. لكنه كان يأكل عيش علي حساب الجميع وفي كل القنوات التي تنقل بينها. بعد أن يكون قد خربها. لأن زبونه الوحيد ومادته الإعلامية الوحيدة. كانت مع من يبكي منه الآن.. وكان من قبل يتصنع "العبط". ويبث سمومه علي الجميع دون احترام لضوابط المهنة. لأنه دخل في سباق المشاهدة العالية بالحصان الخاسر.
وليس "بندق" وحده. الذي سقط هذه السقطة. ونال ما ناله من تلطيش وتفعيص إعلامي. لأن المنابر الإعلامية والتي تحمل اسم البرامج الرياضية الآن في معظم القنوات لا هم لها إلا باللعب علي "المستفز" لتحقيق أعلي مشاهدة. حتي لو كان ذلك علي حساب كرامة الآخرين وتاريخهم. وحتي لو حمل المحتوي الإعلامي للمشاهد. قدراً رهيباً من الأكاذيب والحقائق المقلوبة والخارجة والافتراءات.. فأصبحت كل الخطوط الحمراء في المهنة الإعلامية. مستباحة بل ومستقدمة أيضاً ويلهب هذا الاتجاه سيطرة رأس المال علي الجميع والرغبة في البقاء بمقدمة السباق حتي لو كان بلا كرامة.
وأستثناء لهذه الصورة الإعلامية السيئة لاحت في الأفق مؤخراً بارقة أمل مضيئة جداً في تقديم محتوي إعلامي رياضي راقي جداً بوجبات دسمة بمعني الكلمة.. رسالة إعلامية رياضية تحمل اسم "القاهرة/ أبوظبي" مع المقدم الرائع يعقوب السعدي والكابتن محمود الخطيب. مع مجموعة رائعة من المعدين والكتاب الذين يبذلون جهداً حقيقياً لتقديم المادة الإعلامية الرياضية المفيدة والممتعة في الوقت نفسه. دون إسفاف أو إثارة مفتعلة. مادة متنوعة ممتعة ويكفي أن محمود الخطيب يشارك فيها بحب واقتناع. لنفهم أن المتعة موجودة بالفعل من الدقيقة الأولي للأخيرة.. كما أن وجود الزميل يعقوب السعدي له دلالة أخري علي عشقه لمصر. وتقدير شعب الإمارات لمصر.. فيكاد يكون هذا البرنامج الوحيد الذي يغادر حدود العاصمة الإماراتية "أبوظبي" إلي القاهرة. أسبوعياً. ليدمج المشاهد المصري والإماراتي معاً في مشاهدة واحدة. مما يؤكد علي هذا الحب العميق من الشعب الإماراتي لأشقائهم في مصر من ناحية ورغبة المسئولين في قناة أبوظبي الرياضية علي التواصل مع الجماهير الرياضية المصرية. من ناحية أخري بمحتوي إعلامي مختلف وجيد جداً. يختلف عن هذا اللغط الذي سقطت فيه معظم برامجنا في قنواتنا - للأسف - حتي أصبحت أسيرة الإسفاف والتدني الشديد. في أغلبها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف