كلما نشبت أزمة على ساحتنا الكروية المحلية، وغالباً يكون سببها التحكيم بشكل أو بآخر، فإنها تأخذ وقتها ثم تمضى إلى زوايا النسيان دون الاستفادة منها والاعتبار بدروسها ،
ولذلك فإنها تعود وتتكرر بعد وقت قصير وربما بنفس تفاصيلها، وسط «دهشتنا» الشديدة!! آخر تلك الأزمات التى يبدو أننا لن نستفيد منها هذه المرة أيضاً، هى أزمة مباراة الأهلى والإنتاج الحربى الأخيرة فى الدورى الممتاز والتى انتهت بالتعادل الإيجابى وأدارها الحكم الدولى محمود عاشور.
فى تلك المباراة تعرض عاشور لتجاوزات (اعتبارية) لا تليق من جانب المدير الفنى حسام البدرى، لعلها الأولى من نوعها فى سجل الأخطاء التحكيمية المحلية التى استحقت الطرد المباشر (للازدراء بالنظرة) دون أى لفظ أو إشارة !! فضلاً عن تجاوزات أخرى من جانب لاعبى وجهاز الأهلي، أشهر لهم عاشور البطاقة الحمراء أيضاً دون تردد.
ونقول بوضوح إن تصرفات مدربى ولاعبى الأهلى فى تلك المباراة مرفوضة ولا يبررها مطلقاً أن إدارة عاشور للمباراة كانت سيئة ، وأنه سقط فى فخ التحامل على الأهلى خشية أن يُتهم بالخوف من جماهيره وإعلامه.
لقد أخذ الحكم حقه كاملاً، ونال المخطئون عقابهم الرادع مادياً ومعنوياً وفنياً، واكتمل الأمر باعتذار مجلس إدارة الأهلى المحترم عن سلوك بعض أبنائه، الذى لا يتفق مع مبادئ النادى العريق، وإعلانه توقيع عقوبات إضافية داخلية على المتجاوزين منهم.. فهل انتهى الأمر بتلك النهاية السعيدة؟ لا أعتقد .. ذلك أنه إذا كان هذا هو موقف الأهلى المتصدر ــ مستريحاً ــ على قمة الدورى ولا يفرق معه ضياع نقطتين أو إيقاف لاعبين، بسبب أخطاء التحكيم ، فماذا عن الفرق التى تجاهد للهروب من شبح الهبوط، والتى (يقتلها) هذا التراجع الواضح فى مستوى التحكيم؟
تقديرى المتواضع أن هناك تخلفاً واضحاً فى برامج إعداد وتدريب حكام كرة القدم المؤهلين لإدارة مباريات دورى المحترفين عندنا، يبدأ من اختيارهم أولاً لهذه (المهنة ) التى لم تعد فى العالم المتقدم رياضياً وكروياً مفتوحة للهواة أصحاب المهن الأخري، بل تقتضى التخصص والتفرغ والاحتراف الكامل والأهم هو توافر الشروط الذهنية والنفسية اللازمة للمهمة، وبمعنى أوضح الخلو من العقد.