** انتهت قصة مباراة الأهلى والإنتاج.. ولأننا فى شوق إلى ترسيخ الأخلاق. وفى شوق إلى رائحة قيم الرياضة، أتوقف عند انتصار إدارة النادى لمبادئ راسخة منذ أكثر من مائة عام، حين فرضت عقوبات على كل من خالف القواعد مع الحكم القوى الشجاع محمود عاشور. لم يتحيز مجلس إدارة الأهلى للجهاز الفنى ولا للاعبين، ولم يعلق المجلس خسارة نقطتين على شماعة الحكم. وإنما حاسب وعاقب ونبه وحذر.
** فى تصريحاته قال محمود طاهر: «إدارة الأهلى لا يمكن لها التساهل أو التسامح مع أى خطأ يرتكبه أى مسئول، أيا كان مكانه أو مكانته. وأضاف: «الأهلى يقوم أبناءه ويحاسبهم ويعاقبهم حين يحتاج الأمر إلى ذلك، ولكنه لا يذبح أبناءه ولا يقلل من شأنهم ومكانتهم واعتبارهم».
** هو موقف إيجابى من مجلس الإدارة، وفى تاريخ الأهلى مواقف رائعة انتصرت فيها إدارته للقيم والأخلاق.. وأنقل الوقائع كما هى بنصوصها من التاريخ..
** فى عام 1928 قررت إدارة النادى، إيقاف حسين حجازى بك أعظم لاعبى الكرة المصرية فى عصره، لمدة 3 شهور، وحملته مسئولية عدم قيام لاعبى الفريق بتسلم ميداليات المركز الثانى من مندوب الملك، فى نهائى مباراة الكأس السلطانية والتى خسرها الأهلى أمام الترسانة.
** فى عام 1994 أوقف الأهلى نجم هجومه حسام حسن، حتى نهاية الموسم، لأنه خلع فانلته فى مباراة الفريق مع المصرى فى الدورى وألقى بها على الأرض، واعتبر النادى أن هذا السلوك يمثل إهانة جسيمة لشعار الأهلى، فكان قرار الإيقاف.
** وهناك قصص كثيرة جدا، لكنى أنتهى بتلك الحكاية: نحن فى حديقة النادى الأهلى. ونسمات الربيع فى شهر مارس من عام 1912 تهز أشجارها، وتضفى جمالا على تلك المنطقة الصحوة النائية البعيدة عن قلب العاصمة. ويخترق صمت المكان فجأة صوت العضو فؤاد درويش، وهو يصرخ فى وجه زميله العضو سليمان أفندى فائق على مسمع عدد قليل من الأعضاء الذين يجلسون بالحديقة، وقد دارت رءوسهم، فى استنكار يتابعون ما يجرى. ولا يرد سليمان أفندى فايق على فؤاد درويش، ولكنه يتوجه فورا إلى مبنى إدارة النادى، ويكتب شكوى يعترض فيها على الإهانة التى وجهت إليه على مسمع من الأعضاء.
وتشكل اللجنة الإدارية لجنة لبحث هذه الشكوى والتحقيق فيها من الأفندية أحمد فؤاد أنور، وفؤاد كمال، وزكى سرى، وعبدالفتاح منصور، ومحمد فؤاد، وعبدالمجيد رمزى، وفى جلسة 15 مارس 1912 تستعرض اللجنة الإدارية تقرير اللجنة المشكلة للتحقيق فى هذا الموضوع الخطير!
ويكون قرار اللجنة الإدارية هو:
تكليف فؤاد أفندى درويش بتقديم استقالته من عضوية النادى فى غضون ثلاثة أيام، ودفع المتأخرات التى عليه من الاشتراكات، وفى حالة رفضه تنفيذ هذا القرار يشطب اسمه من عضوية النادى.
** وأسجل لمجلس إدارة الأهلى قراره بالاشتراك فى البطولة العربية، بناء على ما أعلنه النادى من موافقات سابقة. وكنت أشرت إلى هذا الأمر فى مقال سابق، موضحا بأن الاعتذار قبل إعلان الاتحاد العربى عن الموافقة كان مقبولا لكنه ليس مقبولا أن يعتذر الأهلى بعد إعلان موافقته. ثم إن للأهلى دورا مهما فى الإقليم يتعدى حدود كرة القدم، وهو دور سياسى واجتماعى باعتبار النادى من القوى الناعمة المصرية.
** هذا هو الأهلى.