المساء
محمد سراج
المؤسسات الصحفية .. وآمال التطوير
هذه الأيام يظهر جلياً الصراع والتنافس علي أشده. من أجل الحصول علي كرسي رئيس مجلس الإدارة. أو منصب رئيس التحرير. ونحن العاملين والإداريين والصحفيين في تلك المؤسسات. نطالب من أجل بيئة نقية في هذه المؤسسات لتعود لسابق عهدها. وتؤتي بثمار تثقف المواطن وتشكل وتؤثر في الرأي العام. وتخدم مصالح الوطن وليس صاحب المنصب.
ننظر أولاً لتلك المؤسسات التي تحتضن الآلاف من أبناء هذا الشعب. وما مصيرهم لا قدر الله لو انهارت تلك المؤسسات لثقل الديون. أو في ظل المنافسة الشرسة بين الصحافة الإلكترونية. والصحف الورقية. وإقبال رجال الأعمال والمشاهير علي الإلكتروني لسرعة الانتشار في التو واللحظة موثقاً بالفيديو والصوت والصورة.
نعم هي مهنة البحث عن المتاعب. ولم تعد "صاحبة الجلالة" للتباهي والترف. ولكن أصبحت عبئاً ثقيلاً وبالذات المؤسسات التي تقوم علي الإصدارات اليومية التي تتطلب تكلفة وميزانية يومية لطباعتها. ونقلها وتوزيعها علي مستوي الجمهورية.
فالسباق علي المناصب لتحقيق أغراض شخصية أو التنكيل بخصومة أو تصفية حسابات ليس هذا وقته. ولا مجاله.
ندعو الله أن يأتينا بمن لديه الولاء للمكان. الذي هو مصدر رزقنا. ويسعي لتطويره. والإضافة إليه. وليس لتدميره. والوقوف علي أطلاله.. نتمني شخصاً لديه أفكار قوية ويسعي لتنفيذها علي أرض الواقع. ويكون أول أهدافه الصعود بمؤسسته من هذه الكبوة. التي قد تودي بنا جميعاً. إذا استمرت وإذا استمر معها الحفاظ علي إصدارات لا طائل من ورائها سوي نزيف التكلفة لصالح أشخاص وليس للصالح العام.
نعم ليست هناك وسيلة إعلامية تلغي الأخري عند ظهورها. بدليل أن الراديو مازال له مستمعون. والتليفزيون والسينما لم يؤثر عليهما ظهور الفيديو المنزلي. وبداية ظهور الصحف والمجلات لم تقض علي الكتب. كذلك شبكات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بقوتها وانتشارها الواسع عالمياً لم تقض علي الصحف والمجلات الورقية.
بل لابد أن نعترف بأنها حدَّت من انتشارها. مما أثر علي المؤسسات الصحفية. وبالذات القومية.
نعم نشجع الطموح والترقي لأعلي المناصب. ولكن لابد من فكر يواكب العصر. لأن الإدارة تطورت والمرحلة تطلب استيعاب كل ما هو جديد. والنظر للأمام.. وأيضاً تضافر جهود الدولة لانتشال الصروح الإعلامية العملاقة من كبوتها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف