* هل يمكن تلخيص زيارة البابا المحترم فرنسيس في عدة صور بما أن جنابك "درامي"؟
** يمكن طبعا أن نرسم الصورة وأن يكون تعليقها مقدسا من القرآن الكريم والكتاب المقدس.. وتلك هي حصيلة خيالنا الواقعي.
"المشهد الأول"
في قصر الفاتيكان.. يتعانق البابا فرنسيس خلال شهر مايو الماضي في لقاء هو أشبه بطعنة قاتلة في قلب وعقل الدواعش والإخوان ووقف أحد أعضاء الوفد الأزهري يقرأ بينه وبين نفسه قول الله سبحانه وتعالي:
"قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل علي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون" "84 آل عمران".
ويبدو أن الصوت القرآني قد بلغ أحد قساوسة الفاتيكان يقرأ من إنجيل متي 5 آية "17":
"لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل فإني الحق أقول لكم أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتي يكون الكل".
"المشهد الثاني"
في مقهي "أرابيسك" في شبرا العريقة يجلس العقد موريس حلمي الذي تقاعد بعد حرب أكتوبر مع زميله وصديق عمره وجاره في السكن الأستاذ عبدالعال محمود مدرس اللغة العربية يلعبان الطاولة.. والتليفزيون يعرض مشهد عناق البابا والإمام.. ويقرر موريس أن يتنازل عن الفوز لصالح عبدالعال الذي يعامله بالمثل ويصر أن يكون موريس هو الفائز وظل الجدل الجميل دائرا حتي قررا في النهائي إهداء الفوز إلي صديقهما الثالث "شبراوي سيد" الذي لم يفلح في الفوز ولا مرة.. وإكراما لحفيدته الجديدة مريم.. وفي اللحظة يأتي صوت إذاعة القرآن الكريم من المحل المجاور:
* "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين" "45 آل عمران".
"المشهد الثالث"
مع الإرهاب الشرير ضد الكنائس وفي شادر عزاء أول شهيدة من الشرطة نجوي الحجار.. يتقدم جرجس الجواهرجي إلي أهلها بالعزاء لأنها افتدت آلاف المصلين في كنيسة ماري مرقص وعلي رأسهم البابا تواضروس وكان جواب أسرتها.. عندما اختلط دمها بدماء إخوتها من رواد الكنيسة وبعض الأبرياء الآخرين.. رسم الدم علي أرض الشارع خريطة مصر وعلمها. ويأتي صوت إمام المسجد القريب من الكنيسة:
"إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصاري من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" "68 المائدة".
"المشهد الرابع"
يقرر البابا فرنسيس بكل شجاعة أن تتم زيارته في موعدها بلا تأخير ووقفت مصر بأكملها تفتح له أحضانها وتبادله حبا بحب.. يلتقي الرئيس السيسي ثم يتوجه إلي الأزهر الشريف مكررا المشهد البديع بين رأس الإسلام الحقيقي فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر.. وبين رأس أكبر الكنائس في العالم البابا فرنسيس وتتردد في أروقة اللقاء الآيات المقدسة.. "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" "82 المائدة".
هكذا تحدث القسيس بالقرآن الكريم فما كان من الشيخ الأزهري إلا أن نرد عليه بما جاء في رسالة بولس الثانية الآية "16":
"كل الكتاب هو موحي به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح".
وينزل مشهد البداية بلوحة مكتوب فيها ما جاء علي لسان النبي الكريم محمد - صلي الله عليه وسلم:
"كلكم لآدم.. وآدم من تراب"
هنا تبحث الإنسانية عن صورتها الأصيلة بين الهلال والصليب.. واليهودية الدين وليست الدولة!