الأخبار
محمد درويش
نقطة في بحر
اسمي.. عبدالحميد طه.. عمري ٢٤ سنة.. واحد من ملايين البسطاء في ربوع المحروسة، لبيت النداء وامتثلت للأوامر وذهبت إلي سيناء صيف ١٩٦٧. ومن أصدروا الأوامر بالتوجه إلي هناك هم أنفسهم الذين أصدروا لي وزملائي بالانسحاب إلي غرب القناة، دون تخطيط مسبق ذهبنا ودون إعداد انسحبنا، كان علي المئات وربما الآلاف من أمثالي أن يتدبروا أمرهم للعودة.. في لحظة انقطعت فيها حبال الأمل والنجاة قررت أن أحفر قبري بنفسي وأواري جسدي الثري.. عزّ عليّ أن أتركه لأحفاد القردة والخنازير يفعلوا به ما يشاءون، عزّ عليّ أكثر أن أترك سلاحي وخزائن رصاصاتي لهم.. دفنتها معي.. وها أنتم وجدتم رفاتي بعد ٥٠ عاما.. وأرجو الله أن تصل الرسالة سواء لأحفاد القردة والخنازير أو كلاب النار أهل داعش.
التوقيع : خير أجناد الأرض
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف