فتحت شنطتها وقلبتها علي حرف السرير بحثاً عن أي جنيهات فنزل منها روشتة دواء الرضيع التي لم تشتريها بعد.. مع إيصال كهرباء صغير يدعوها لسداد الفاتورة.. وخمس جنيهات امسكتها بلهفة وحملت رضيعها ذا السنة ونصف السنة وجرت الي باب الشقة لتشتري له قطعاً من البسكويت وصلت للطابور الذي يبيع المكسور بنصف الثمن ثم انسحبت بسرعة حين علمت أنهم ضاعفوا السعر وان ما معها بالكاد يكفي المواصلات للذهاب للمحكمة. فاليوم جلسة لابد أن تحضرها وكلها أمل في أن يقر القاضي حكماً بالنفقة طال انتظاره.. عامين.
في كل مرة يأتي الأب بمحام وأوراق وفقر وهي تعرف مكان عمله وراتبه والسيارة التي يعمل عليها في المساء.
فرت الدمعة من عين "سيدة" وابنها يصرخ جوعاً وهي تسلم الكمساري تذكرة ابتلعت ما في جيبها. وأمامها الآن أب يدعي الانفاق علي الأم والأخت وشهادات مرضية وقاض لا يحكم وابن لا يأكل وأم في الشارع كيف ستربي هذه الأم طفلها.. مهما هدهدت هل ستسكت البطن عن طلب الطعام.
والآن وبعد أيام من الهدوء فاجئونا بمشروع قانون يبيح للأب استضافة ابنه.
بعد الطلاق
وحين يكون الأب سوياً في علاقته بالأم بعد الطلاق ستجدها كما نري المشهد في الأفلام تفتح له الباب وتسلمه الابن ومعه شنطة صغيرة تحمل ملابسه ولعبته المفضلة.. وتودعها بابتسامة وهي راضية والأهم مطمئنة.. فالأب يسدد مصاريف مدارس أولاده.. ونفقتهم ودائم السؤال عنهم ومعهم يذهب للطبيب ويأتي بالدواء.
أما الشكل الثاني للعلاقة بعد الانفصال نراه علي الطبيعة امتناع عن الانفاق استناداً لأن القضاء يتأخر في الحكم وان حكم.. فأكبر خدعة هي الجملة التي نتداولها عن الدفع أو الحبس.. فالحكم بألف جنيه متجمد مثلاً ينهيه المحامي بمائة جنيه يقبلها القاضي والتبرير انه أحسن من "مافيش" وعلي الأم قبولها لتسددها لمحاميها وإلا تركها هو الآخر.
مهزلة تقع علي رأس أي زوجة ان تجرأت وطالبت بحقها المشروع في التحرر من رجل.. يسيء.. يعتدي أو أكثر.
واحد مخلوع
وهذا صوت زوجة يأتي علي المحمول.. أسكن في 6 أكتوبر والمشوار يهلكني.. والتأجيل مستمر والقضايا تنظرها محكمة الأسرة في التجمع الخامس ثلاث سنوات لم أحصل علي الطلاق. والكل يجمع علي أنه مادام هناك "خلع" لماذا لا تخلعي.. يا عالم لا أريد أن اكتب أول كلمة في سمعة ابنتي أن أباها مخلوع. واحتاج كل جنيه سأحرم منه بالخلع.. مع ان لدي شهادات مستشفيات بجروح وتهتك واعتداء من الزوج. ولا استطيع الاقتراب من شقة الحضانة التي حصلت علي تمكن منها. لأنه تمكين مشترك وهو متي عرف أني وصلت يبدأ التهجم علي أنا وابنته. وتنتهي المكالمة بصرخة وتريدون ان تسلموه الابنة يستضيفها.. لو كان يتركها في حالها دون تعد وهي في حمايتي.. لصدقت انه يمكنه التعايش معها في استضافة ومن ترك الضني بغير طعام وملبس وسكن.. كيف سيأخذها ومن أين له باحساس يؤكلها ويشربها.
حالات.. مرفوضة
ويبقي أن نقول أن استضافة الأب لابنائه حق له ولهم فقط الأب الذي لم يضطر الأم للجوء للمحاكم ولا تقاعس عن سداد نفقة فالعلاقة الزوجية يمكن لا قدر الله ان تتحول الي انفصال أو طلاق. أما الأب فلابد أن يظل علي الدوام.. أباً.