الاستقبال الاستثنائي الذي لاقاه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في الاحتفال بعيد العمال يدعو للتأمل الطويل الذي لا يجب أن يمر دون الإفادة منه في بناء هذا الوطن.
وعندما أقول استقبالاً استثنائياً فإنني اشير إلي ما قام به ممثلو العمال فور رؤيتهم العمال فور رؤيتهم للإمام الأكبر من تصفيق حاد وهتاف: أزهر أزهر طال حتي ابتسم الإمام تحية لهم معبراً عن شكره علي هذه التحية مدركاً رسالتهم إليه من خلال هذا التصفيق وهو ما نقلته الجرائد والمواقع والإذاعات المرئية والمسموعة فضلاً عن شبكات التواصل الاجتماعي أما أهمية الاستقبال بهذه الطريقة فيتمثل في أنه جاء من ممثلي العمال الذين هم الشعب المصري الحقيقي الكادح المتدين حقيقة والذي يقلقه كثيراً أي مساس بالدين أو الرموز الدينية ويثير غضبه مجرد التطاول علي هذا الدين لذا فإنهم حين يعبرون عن حب أو كره أو رضا أو سخط فإنما يعبرون عن دواخلهم وما تجيش به من مشاعر حقيقية.
كان العمال حين وقفوا مصفقين للإمام الأكبر. هاتفين للأزهر يعلنون بطريقتهم أنهم ضد التطاول علي هذه القامة العظيمة التي تثبت كل يوم وفي كل محفل وفي كل موقف أنها تملأ مكانها وأنها تعيد عصر الشيوخ العظام الذين تبوءوا هذه المكانة وتركوا بصماتهم عليها ومن تابع الخطابين العظيمين اللذين واجه الإمام بهما العالم المتعجرف بحقيقته وكشف زيف أمور كثيرة يسلكها هذا العالم الذي يدعي التحضر. ووجه اسئلة واضحة وفي الصميم لأولئك الذين يستغلون ما صنعوه من إرهاب في تجارة الأسلحة واشعال أركان العالم بالحروب والعنف والإرهاب وتشويه الدين والتصفيق كان إعلاناً واضحاً بالوقوف مع الأزهر وشيخه ضد محاولات تدمير هذا الصرح العظيم وتقزيمه فممثلوا العمال لا مصلحة لهم إلا مصلحة دينهم ووطنهم لذلك يتخوفون علي أكبر مؤسسة علمية دينية في العالم وعلي أقدم جامعة أيضا مازالت قائمة ويتنامي تأثيرها ويتسع رغم الحرب الشرسة ضدها فهل يدرك راكبو رءوسهم أن الجرأة علي الأزهر خطر له تداعياته لا يجوز أن نقحم بلادنا فيه بينما نخوض حرباً لا هوادة فيها ضد إرهاب ممول ومنظم ومدعوم من قوي لا تريد لمصر أن تستعيد عافيتها.
* من سحر الكلام:
كان الجراد يهب من شرق البلاد فننبري متمترسين بحبنا لبلادنا/ ويحرصنا ألا نضام وأن نذل لمعتد. حتي يفر عن البلاد/ كان الجراد بلا بلاد يكتوي بغرامها حتي يحس بما نلاقي في هواها من شداد/ صار الجراد يهب من كل النواحي/ لا يجيء من الحدود/ لكي نعد له ونرصد زحفه بشراكنا حتي يصاد/ صار الجراد ببيتنا وطريقنا/ وبكل زاوية تمركز في عناد/ قام الجراد بصدنا عن دورنا/ وطريقنا/ وشكا بكل طريقة/ مما يعاني في هوي هذي البلاد/ صرنا جرادْ.