بسيونى الحلوانى
رفعت كامل.. نموذج للطبيب الإنسان
لا توجد مهنة ترتبط بحياة المصريين وتؤثر في أحوالهم الصحية والنفسية والاجتماعية مثل مهنة الطب خاصة في هذا العصر الذي ابتلي الله فيه هذا الشعب بالعديد من المشكلات الصحية ولذلك تجد المرضي يتزاحمون في كل المستشفيات والعيادات.. لا فرق في ذلك بين مستشفي خمس نجوم ومستوصف شعبي.. كما تتكرر الشكوي من الأطباء في كل مكان سواء تعلقت الشكوي بأجورهم المرهقة لمعظم المرضي أو بمواعيدهم التي لا يضبطها ضابط حيث لا يلتزمون بالمواعيد المحددة سلفاً لمرضاهم ولا يشعرون بالمعاناة النفسية لمريض يجلس مع المرافقين له في عيادة أو مستشفي لفترات طويلة قد تصل إلي عشر ساعات انتظاراً لمقابلة طبيب!!
وسط الشكوي من الاطباء في كل مستشفيات وعيادات مصر علي اختلاف مستوياتها تبرز اسماء لاطباء محترمين يعرفون قيمة المهنة الإنسانية التي يمارسونها ويعرفون كيف يتعاملون مع مرضاهم برحمة وإنسانية وحنكة طبية وفي مقدمة هؤلاء الطبيب الإنسان الأستاذ الدكتور "رفعت رفعت كامل" رائد زراعة الكبد في مصر والذي يؤكد كل يوم أنه يحمل كل الخصائص التي تجعله دائماً محط انظار كل من يتعامل معه. ليس لعلمه الغزير وخبراته ومهاراته الطبية فحسب. ولكن لإنسانيته ورعايته لمرضاه والتي يتفوق بها علي كثير من أقرانه من الأطباء الكبار خاصة هؤلاء الذين سيطر عليهم الغرور وأدمنوا جمع المال ولم يعد يهمهم كثيراً حياة مرضاهم أو تخفيف معاناتهم.
عرفت هذا الطبيب الإنسان منذ 15 عاماً تقريباً وطوال رحلات مرضي القاسية كان خير المعين والموجه حتي وأنا في حالة صحية سيئة خارج مصر كان يتابعني هاتفياً بشكل يومي رغم مشاغله الكثيرة وارتباطاته العديدة ومرضاه الذين لا يثقون في غيره ورغم أنه لم ينتفع مني مادياً في يوم من الأيام.
في كل مكان يتواجد فيه هذا الطبيب الإنسان تسبقه سمعته الطيبة ورقي أسلوبه في تعامله مع مرضاه فهاتفه مفتوح طوال الوقت وهو يرد علي كل مريض دون تمييز أوتفرقة بين مريض وآخر. كما يرد في كل وقت علي أهل المرضي ويطمنهم. ولذلك يحظي بثقة المرضي الذين يأتون إليه من كل مكان. ويتلقي الدعوات وعبارات الشكر والتقدير دوماً من أهالي المرضي الذين يبهرهم بإنسانيته.
¼ ¼ ¼
في أحد المستشفيات الكبري جلست بين المرضي انتظر لقاء الطبيب وفجأة سمعت إحدي السيدات تقول بصوت مرتفع "ربنا يكرمه الدكتور رفعت كامل أنقذ حياة زوجي بعد أن فقدنا الأمل فيه" فسألتها زوجتي: ما فعل له د.رفعت؟
قالت: زرع له كبد جديد وقد حذرنا الأطباء من الجراحة لأن حالة زوجي كانت خطيرة وتوكلنا علي الله وسلمنا أمرنا له وربنا أكرمه كرما كبيرا علي يد جراح ماهر.. وكفاية إنسانيته ورقيه في التعامل.
بالتأكيد.. الطبيب الذي يدرك رسالته الإنسانية والطبية والذي يسعي جاهداً لتخفيف معاناة مرضاه يحصد نتيجة ذلك حباً وتقديراً بين الناس.. وما أصدقها دعوة تأتي من مريض يعاني قسوة المرض أو من أسرة تعيش في دوامة بسبب مرض ومعاناة أحد أفرادها.
بالتأكيد الأموال الطائلة والشهرة الزائفة التي يسعي بعض الأطباء إلي حصدها علي حساب مرضاهم لن تنفعهم ولن يجنوا من ورائها إلا متاعا زائلا. فهؤلاء الذين يستغلون مرضاهم ويمتصون ما تبقي من دمائهم ويتعاملون مع المرضي وأسرهم بكبرياء وغطرسة واهمال لن يحترمهم أحد ويتلقون السباب من المرضي وأسرهم في كل مكان حتي داخل المستشفيات والمراكز الطبية التي يعملون بها هؤلاء.
روي لي أحد المرضي منذ أيام كيف أسهم الطبيب صاحب الاسم الكبير الذي يتردد عليه ويتابع معه في زيادة حالته الصحية سواء بسبب اهماله وعدم تركيزه معه ومحاولة اقناعه بأنه "موهوم" فلم يطلب منه الطبيب الفحوص اللازمة وتعامل مع شكواه باستهتار وكان ينشغل بهاتفه المحمول ويستخدم الفيس بوك أثناء وجوده معه.. ثم اكتشف بعد أسابيع بأن الطبيب ضيعه مما اضطر المريض إلي فضح الطبيب والتشاجر معه في المستشفي الكبير الذي يعمل به.
¼ ¼ ¼
الشكوي من الأطباء في مصر لا تتوقف ونقابة الأطباء يجب أن تكون لها آليات أكثر فاعلية لمواجهة تجاوزات فئة غريبة وشاذة من الذين يمتهنون مهنة الطب وهم لا يستحقون لقب طبيب.
لا ينبغي أن يكون دور النقابة هو التبرير والتغطية علي أخطاء الأطباء وتجاوزاتهم وجشعهم. بل ينبغي أن تقوم النقابة بواجبها في التقويم واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة الثقة في الطب المصري خاصة وأن العديد من مراكزنا الطبية قد خلت إلي حد كبير من المرضي العرب الذين كانوا يتوافدون علي مصر لثقتهم في أطباء مصر وتغيرت وجهاتهم إلي دول عربية أخري لا تملك امكانات مصر الطبية وذلك بسبب أسلوب تعامل كثير من الأطباء الكبار.
مصر في أمس الحاجة إلي أطباء يدركون رسالتهم وواجباتهم المهنية والإنسانية ويتعاملون مع المرضي بأسلوب ينم عن علم وخبرة وتواضع العلماء.