المساء
أحمد عمر
أهل الإحسان
تطوع لتسعد .. التطوع صدقة تزيل الاكتئاب وكثيرون بيننا يدركون قيمة التطوع وكيف يجلب السعادة ويحقق لهم الرضا النفسي .. التطوع ليس فقط إنفاق القادرين للمال علي أوجه البر وأعمال الخير .. إنما بالكلمة الطيبة وإماطة الأذي عن الطريق صدقة كما قال سيدنا رسول الله .. والبسمة في وجه أخيك صدقة .. التطوع يعني البذل والعطاء دون انتظار المقابل تيقنا من أن حسابه علي الله الذي لا تضيع ودائعه وهو القائل سبحانه "ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم".
إذا أردتم الحقيقة فإن بلدنا تسير ببركة المتطوعين .. هؤلاء الذين تبرعوا لتحيا مصر وللمشروعات الخيرية في الجمعيات والمستشفيات والمدارس .. وأصحاب الصدقات المخفية الذين يعينون اسرا فقيرة وطلابا معوزين ويكفكفون دموع مرضي وجائعين .. وهم أيضا الملايين من البسطاء الذين يضفون كل يوم لمسة رفق وبارقة أمل في حياة بسطاء آخرين ضلوا طريقا أو تعثروا في واحد من شئون الحياة وأعبائها التي لاتنتهي هؤلاء وصفهم المولي عز وجل بأنهم أهل الإحسان وبشرهم بأنه يحبهم بقوله سبحانه "ان الله يحب المحسنين".
التطوع في قريتنا الفقيرة نري الناس قد جعلوه فرض عين علي كل إنسان .. ولو بسقاية العطشي والمشاركة في دفن الموتي وازاحة الحصي عن الطرقات .. وفي مدينتنا الكبيرة واحوالنا الاقتصادية الصعبة قد يكون في تمام أداء الواجب تجاوز لحدود الفروض بالنظر إلي تدني المرتبات يضعه في منزلة التطوع بالخير يثيب عنه الله ما لايناله من أجور الدنيا ورواتبها.
وجل ما يفعله المدير الناجح أن يحفز مرؤوسيه ليطلقوا طاقاتهم وابداعاتهم ويوجهونها الي مقاصدها الصحيحة .. وأعظم ما تصنعه الحكومة المجيدة باعتبارها مديرة المجتمع أن تحفز العمل التطوعي .. لا أقصد بإعلانات التبرع إنما بافساح المجال أمام الجميع للمشاركة في العمل العام وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني ومؤسساته .. فليس بالقرارات وحدها تتحقق الإنجازات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف