المساء
السيد العزاوى
أيام النفحات والتنافس في الخيرات
نسائم النفحات أقبلت مع أيام شهر شعبان والفرصة متاحة لأهل الإيمان في الإقبال علي الأعمال الصالحة والتنافس في عمل الخيرات والاكثار من صالح هذه الأعمال التي تساهم في تقوية أواصر المحبة والود بين أبناء المجتمع.. والاقتداء بسيد الخلق محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم فقد كان يكثر من الأعمال التي يجب أن يقتدي بها كل مسلم صحيح الإيمان وتتمثل هذه الأعمال في ادخال السرور علي الفقراء والمساكين ونبه الرسول الكريم إلي ذلك قولاً وعملاً فقد أوضح أن شهر شعبان هو شهر التقرب إلي رب العباد بالاكثار من الأعمال الصالحة والاجتهاد في سائر العبادات من صلاة وتصدق والاكثار من أعمال البر والعطف علي الفقراء والمساكين والعمل بكل همة للإكثار من الصدقات قدر الاستطاعة.. وكذلك التعامل مع سائر البشر بكريم الأخلاق وأفضل الوسائل مع الاكثار من الصيام لأن أيام هذا الشهر تشهد رفع أعمال العباد إلي بارئ الأرض والسماوات فها هو سيد الخلق صلي الله عليه وسلم ينبه لأن هذه فرصة يجب أن يغتنمها العبد المسلم فيقول معلما لنا جميعاً : إنه يكثر من الصيام في شعبان وأنه يجب أن ترفع أعماله إلي الله تعالي وهو صائم. يطبق ذلك عملاً أمام الصحابة فهو القدوة والأسوة الحسنة. وينبه كذلك إلي الإحسان إلي اليتامي والعطف عليهم بكل ما يحتاجون إليه وما يعوضهم عن فقد الوالدين وتدبير الوسائل التي تضمن لهم العيش الكريم.
هذا الشهر الكريم فيه ليلة مباركة تذكر الأمة التي جعلها الله أمة وسطا "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً" "من الآية 143 البقرة" وقوله سبحانه : "هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء علي الناس فأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولي ونعم النصير" "78 الحج" فليكن كل مسلم علي مستوي هذه المكانة التي منحها الله لأنه سيد المرسلين. وكل الأعمال متاحة ابتداء من الاكثار من الصلاة خاصة في جوف الليل وأوقات السحر والاكثار من أعمال الخير والاصلاح بين الناس والتسامح في التعامل مع الآخرين والاستغفار عند الخطأ وأن تكون هذه الآية الكريمة ماثلة في ذهن العبد المسلم "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعملون [135 آل عمران].
ليت كل مسلم يستوعب تلك الأقوال الكريمة والأفعال الحميدة لرسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال : "إن هذا الشهر ترفع فيه الأعمال إلي الله وهو يحب أن ترفع أعماله وهو صائم. فإذا كانت هذه أعمال رسول الله صلي الله عليه وسلم رغم أنه قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بحالنا نحن العباد مع أننا مقصرون في كثير من الأعمال وهذه الأيام الكريمة فرصة لتعويض هذا التقصير بالصلاة والصيام والاحسان إلي الأهل والأقارب اقتداء برسولنا الكريم "خيركم لأهله خيركم وأنا خيركم.. خيري لأهلي" ويتمثل الخير في العطف عليهم والوقوف بجانبهم في كل الأوقات خاصة في أيام الأزمات وتدبير احتياجاتهم دون من أو أذي. أو تعال أثناء القيام بهذه المهام "يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذي" فالمسلم حقاً إذا تصدق أخفي هذه الصدقة حتي لا تعلم شماله ما تنفق يمينه قاصداً وجه الله تعالي دون التفات للعباد بأي صورة من الصور.
هذه الفرص المتاحة لأي مسلم يجب أن يكثر من كل أنواع البر التي يتقرب إلي رب العباد متذكراً أن أيام هذا الشهر الكريم قد شهدت حدثاً في تاريخ الأمة الإسلامية ويتمثل هذا في تحويل قبلة المسلمين في الصلاة من المسجد الأقصي إلي المسجد الحرام بأم القري استجابة لرجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم "قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحينما كنتم فولوا وجوهكم شطره" ولنا عودة بإذن الله مع الحدث وما دار حول تحويل القبلة من أقاويل السفهاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف