الجمهورية
جمالات يونس
وقل رب ارحمهما
قصص تدمي القلب تصلني يوميا من موظفين وموظفات كبار خرجوا للمعاش فضاقت بهم الدنيا بما رحبت بعد ان عجزوا عن مواصلة مشوار الحياة مع أبنائهم سواء من خريجي الجامعات الذين لم يجدوا عملا ويتكفلون بهم حتي الآن أو المرضي منهم وحتي الأبناء المتزوجين الذين يعتمدون في جزء من حياتهم علي الأب أو الأم.
هؤلاء الآباء والأمهات الذين كانوا السند والظهر لبيوتهم أصبحوا لا حول ولا قوة لهم حائرين بين متطلبات الحياة اليومية ونفقات علاجهم الذي انقطع من جهات عملهم بعد خروجهم للمعاش ليتوهوا في أروقة التأمين الصحي بكل مشاكله.
ما يحزنني أنهم يأتون طالبين المساعدة بشرط ألا اكشف عن أسمائهم وللأسف لا استطيع ان ألبي طلباتهم لأن المساعدات تصرف من جهات حكومية وبعد بحث اجتماعي واستيفاء أوراق كثيرة لا يستطيعون احضارها بحكم خضوعهم للتأمينات الاجتماعية.
معظمهم كان يتقاضي مرتبات كبيرة ثم هبط بهم المعاش الذي لا يزيد في أحسن الأحوال علي 1300 جنيه إلي ما تحت خط الفقر عقابا علي لا شيء الا انهم خدموا بلادهم بجد واخلاص فلم يمدوا أيديهم لحرام وإلا كانوا استغنوا في شيخوختهم عن السؤال.
هؤلاء آباء وأمهات لنا يجب ان نكفيهم ذل السؤال نمسح علي رءوسهم ونحميهم من القلق والوقوف في الميادين تحت الشمس الحارقة مطالبين بحياة كريمة.
لا يهمني كم يملكون من مليارات وأين ذهبت وكيف سنعوضهم عنها فهذه مهمة الدولة التي يجب ان تعطيها الأولوية.. لكن الظروف الاقتصادية بعد تعويم الجنيه جعلتهم في حالة من الفاقه خاصة أصحاب المعاش المبكر الذين لا يزيد دخلهم علي 600 جنيه.. هؤلاء لا يجب ان نخضعهم لظروف الدولة بل علينا ان نراهم بقلوبنا بروح الرحمة والاحساس بالمسئولية.. فهم أصحاب فضل علينا ان نرده لهم من منطلق أنه دين وليس صدقة.
تعويم الجنيه بقدر ما كان ضروريا للاصلاح الاقتصادي هبط بأصحاب المعاشات للقاع دخلهم البسيط أصلا خسر 50% من قيمته وهم يشكلون فئة كبيرة من المجتمع قوامها 9 ملايين أسرة تشكل 40% من تعداد السكان خمسة ملايين منهم يتقاضون أقل من ألف جنيه حتي أن بعض أصحاب معاشات التضامن "كرامة وتكافل" أصبح ما يتقاضونه يفوق من أمضوا في خدمة الدولة ما يقرب من 40 عاما دفعوا فيها تأميناتهم كاملة حتي وصلت مدخراتهم 682 مليار جنيه بفوائد سنوية تزيد علي 160 مليارا أي أنهم يملكون تريليون جنيه.. وصدق القول فهم المليونيرات الفقراء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف