أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة تعيين شباب معاونين للوزراء والمحافظين بهدف تمكينهم وخلق جيل جديد قادر القيادة بكفاءة وتحمل المسئولية وهو لاشك أمر محمود للغاية يؤكد إيمان الرئيس المطلق بمنح الفرصة الكاملة للشباب وظهر ذلك بجلاء في كل المؤتمرات التي عقدها الرئيس مع الشباب ببعض المحافظات ... لكن يبقي السؤال الأهم هل الحكومة ممثلة في وزرائها ومحافظيها مؤمنون بهذا الفكر المستنير؟!.... لانه للاسف الواقع علي الارض لا يلبي طموحات الشباب انفسهم خاصة وهم يسمعون رأس الدولة يتحدث عنهم باهتمام بالغ بينما يجدون الاهمال من جانب المسئولين والدليل اننا لم نر حتي الآن أي محافظ أو وزير ترجم هذه التوجيهات برغم ان لدينا مئات بل الاف الشباب في الوزارات والمحافظات من حملة الدكتوراة والماجيستير لم يتم الاستفاد من قدراتهم وطاقاتهم بالشكل الأمثل بل الادهي ان بعضهم يعمل في وظيفة ليس لها علاقة بطبيعة تخصصه اصلا وكأننا نتفنن في تحطيم احلامهم
للاسف لم نر محافظاً واحداً حتي الآن خرج علينا بأفكار من خارج الصندوق للإستفادة من الشباب في محافظته والدفع بهم لتبوؤ المناصب القيادية بالوحدات المحلية ومجالس المدن ولو علي الاقل بتعيين بعضهم رؤساء للقري او مساعدين ونواباً لرؤساء المدن لصقل خبراتهم والدفع بهم كقيادات محلية واعية بدلا من منح هذه المناصب القيادية كمكافاءة لنهاية الخدمة لفئات بعينها لأنه للاسف حتي بعد ثورتين غيرنا الاسماء لكننا لم نغير نظام الاختيار والدليل فقر غير مسبوق في قيادات الإدارة المحلية بمصر وكثير من المحافظين الذين إلتقيتهم يشكون من عدم وجود قيادات فاعلة لديهم بمحافظاتهم دون ان يفكر ايا منهم في علاج هذه المشكلة بالدفع بالشباب.
الاسوء ان كثير من المدن بالمحافظات مازالت بدون رئيس مدينة حتي الآن بسبب تاخر الإدارة المحلية في تسكين القيادات لاسباب واهية ويضطر المحافظون إلي تكليف أي اسماء لديهم دون ضوابط او معايير.. كل هذا يحدث ونحن فقطپنتحدث عن تمكين الشباب دون ان نمنحهم الفرصة الحقيقية لتولي المناصب القيادية.
أقترح إنشاء مراكز لتدريب القيادات بكل محافظة من المحافظات لإكتشاف العناصر الشبابية الجادة وتدريبهم علي تحمل المسئولية والدفع بهم في المستقبل حتي نترجم ماطالب به الرئيس في مؤتمرات الشباب.
بالمناسبة هناك قرار صادر من رئيس الوزراء يحمل رقم 612 لسنة 2017 ونشر بالجريدة الرسمية بتاريخ 15 مارس 2017 بتعيين 4 مساعدين و4 معاونين من الشباب لكل وزير بل حدد القرار المكافأت التي يحصل عليها كل منهم لكنه حتي الآن لم يري النور فهل يتحرك الوزراء والمحافظون لتنفيذ هذا القرار ... إنا لمنتظرون ؟!
يا ايها المحافظون لقد قال الرئيس عبد الفتاح السيسي صراحة في اكثر من مناسبة ان المحافظ هو رئيس جمهورية في محافظته وهناك اشياء ربما لا تحتاج إلي توجيهات بل إلي فكر من المسئول إذا اراد ان يصنع الفارق ويقدم تجربة من خارج الصندوق لتمكين الشباب في محافظته فهل يتحرك أحد .... إنا لمنتظرون؟!
علي فكرة الايادي المرتعشة لاتصنع المستقبل واي محافظ غير قادر علي اتخاذ القرار وتحمل المسئولية عليه ان يرحل اليوم قبل الغد ...نقول تاني ولاكده كفاية ؟!
المحافظون لا تخلو أحاديثهم من تشجيع الشباب في كل اللقاءات إنما للاسف الكلام كتير والفعل قليل
إنجاز قانون الاستثمار الجديد اصبح ضرورة حتمية لتحريك الماء الراكد في هذا الملف لآن وضع الإستثمار في المحافظات محلك سر منذ ثورة يناير وحتي الأن يارب نفهم ؟!
الإبقاء علي المناطق الحرة الخاصة في قانون الاستثمار الجديد من شأنه ان يسهم بشكل كبير في تحويل تلك المناطق لمراكز لجذب الاستثمارات فهل تعدل وزارة المالية عن موقفها بشأنها ...سؤال يبحث عن إجابة ؟!
في فرنسا كل الساسة الذين خسروا السباق الرئاسي اتحدوا عندما وجدوا الخطر من صعود مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة وقرروا مساندة مرشح الوسط بينما عندنا في مصر الساسة احتشدوا في اجتماع ¢الفيرمونت ¢ الشهير وعصروا علي انفسهم الليمون لتمكين الإخوان والبعض الأخر كبر دماغه وسافر للساحل الشمالي والنتيجة سنة كبيسة في عمر مصر وثورة تانية !!