الجمهورية
محمد امام
ولا يزال مسلسل جنون الأسعار مستمراً
لا يزال مسلسل جنون الأسعار حديث الساعة في الشارع المصري خاصة بعد موجة الانفلات غير المسبوقة في أسعار السلع والخدمات. التي طالت كل شيء وأي شيء. بعدما تركت الحكومة المواطن "عديم الحيلة" لقمة سائغة لأباطرة السوق فريسة بين مطرقة الغلاء وسندان الجشع والاستغلال. بتراخي أجهزتها الرقابية وتفريطها في دورها بحماية مواطنيها. وبات الوضع يسير من سيئ لأسوأ "الناس بتكلم نفسها في الشارع".
ورغم تصريحات الحكومة بمواجهة غول الفساد إلا أن المسلسل بات عرضاً مستمراً لا تنتهي حلقاته "الناس" لجأت إلي شراء بواقي الأطعمة والوجبات من الشركات والمصانع لتلبية احتياجاتها نظراً للارتفاع اليومي في الأسعار حيث وصل "كيلو الأرز إلي 10 جنيهات والزيت بـ 26 والسمن بـ 24" اللحمة باتت حلماً صعب المنال والفراخ البلدي بـ 39 والبيضاء 30 والسمك البلطي 38 والطماطم بـ 12.. وبات السؤال الآن إلي متي ستظل "حكومة إسماعيل" في وادي والشعب في وادي آخر؟ وهل سيظل كابوس الغلاء اليومي يزاحم البسطاء في أحلامهم؟ لك الله يا شعب مصر من حكومات لا تشعر بآلام البسطاء واناتهم.
المواطن لا يريد من الدنيا سوي العدالة الاجتماعية التي باتت "فريضة غائبة" في ظل حالة الانفلات الأخلاقي والرقابي في الأسواق الذي تشهد تغيرات لحظية نتيجة غياب الدور الرقابي للحكومة التي باتت تفتقد للحلول الحقيقية لمواجهة الأزمات. ولا يوجد لديها أي رؤية واضحة لضبط الأسواق سوي رفع الأسعار وزيادة الحمل علي "الغلابة".
والأكثر ألماً وإحباطاً للشارع أنه وعلي الرغم من التغييرات الوزارية المتعاقبة إلا أن الوضع لم يتغير ولم يخرج علينا أي من الوزراء الجدد بحلول وأفكار خارج الصندوق لإدارة الأزمة بعيداً عن رفع الأسعار والتلذذ في تعذيب المواطنين بداية من "الأكل والشرب" والمواصلات ووصولاً لفواتير المياه والكهرباء والغاز التي تضاعفت خلال الأشهر القليلة الماضية وعلي رأي المثل "كله ضرب ضرب مفيش شتيمة".
علي الحكومة أن تجد بديلاً جديداً للمواطن وتسعي لإيجاد حلول لكافة الأزمات التي يعاني منها الشارع المصري بداية من ارتفاع سعر العملة والسوق السوداء وتوفير السيولة الدولارية للسلع الأساسية والمستوردين. إضافة إلي ضبط سوق الدواء الذي بات "علي كيفك يا تاجر" وتفعيل الدور الرقابي علي الصيدليات التي تقوم بتخزين وتسقيع الأدوية لحين رفع سعرها كغيرها من السلع وتجني أرباحاً خيالية علي جثث المصريين.. علي الدولة أن تقوم بدورها وترفع الحمل عن كاهل المواطن البسيط الذي ضاقت عليه الأرض بما رحبت. لا يدري ماذا يفعل ولمن يلجأ وبمن يلوذ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف