المساء
محمد جبريل
في العام السابع والستين
في الذكري السابعة والستين لإعلان قيام دولة إسرائيل. دعا الرئيس الفلسطيني أبومازن حكومة إسرائيل للعودة إلي طاولة المفاوضات. علي أن يسبقها الإفراج عن الأسري. وإيقاف عمليات الاستيطان التي شملت كل الأراضي الفلسطينية.
كانت السلطة الفلسطينية قد أوقفت المفاوضات رداً علي الممارسات الإسرائيلية ببناء المزيد من المستوطنات. وإعادة اعتقال أسري ممن أفرج عنهم في اتفاقيات سابقة. فضلا عن الطريق المسدودة التي صنعتها تل أبيب بمصادرة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وإقامة دولته المستقلة. ولو علي جزء من أرضه المحتلة.
إذا كانت إسرائيل تلح علي استمرار المفاوضات حتي يشيب الغراب ويبيد التراب. وهي مقولة استعمارية تعني اقتصار المفاوضات علي إبداء وجهات النظر. وتقديم المذكرات والوثائق والأسانيد. دون محاولات حقيقية لتحريك الأوضاع القائمة. بل إن تل أبيب لم تبدل ذلك الأسلوب التفاوضي منذ الهدنة الأولي. حتي أتاح الغرب للعصابات الصهيونية أن تستولي علي المدن والقري التي حررتها الجيوش العربية.. إذا كان ذلك هو منطق الكيان الصهيوني وأسلوبه الذي لم يتبدل منذ أربعينيات القرن الماضي. فإن المفاوض الفلسطيني لم يتحول عن مبدأ التفاوض. ثم التفاوض. وهو التعبير الذي استخدمه أبومازن في تصريحاته الأخيرة.
المفاوضات ليست هدفاً. لكنها وسيلة من جملة وسائل. تتوازي أو تتقاطع بهدف تحقيق الأهداف التي يؤمن المفاوض بمشروعيتها. ويناضل لتحقيقها.
حرص الجانب الإسرائيلي علي عقم المفاوضات. وأن تكون واجهة يمارس من ورائها سياسته الاستعمارية والاستيطانية. فهو يرفض أن توضع لها نقطة ختام. وأن توصل الطرفان إلي اتفاق ما. فإنه سيظل مجرد حبر علي ورق. دون التزام من قيادات الكيان الصهيوني. والأمثلة لا تعوزنا.
أما الجانب الفلسطيني فهو يجد في استمرار عملية التفاوض دون نتائج واضحة. ومعبرة عن مطالب الفلسطينيين غاية المراد من باب العباد.
استمرار التفاوض ذريعة تواجه بها تل أبيب مؤاخذات الرأي العام العالمي. وإدانته لممارساتها الوحشية. ومن واجب السلطة الفلسطينية أن تنزع قناع السلام من الوجه المتآمر.
قبول إنهاء المقاومة المسلحة فرضه واقع الأحوال في المنطقة. لكن المقاومة ليست وقفاً علي حمل السلاح. ثمة المنظمات الدولية التي أبدت- في السنوات الأخيرة- تفهماً لوجهة النظر الفلسطينية. وثمة الرأي العام العالمي الذي تظاهر في العديد من المدن. يدين الاعتداءات الإسرائيلية علي الشعب الفلسطيني. بل إن الدلالة واضحة في استبيانات الرأي التي أجرتها منظمات غربية. وتوصلت نتائجها إلي أن ممارسات إسرائيل تمثل عائقاً أمام سلام العالم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف