المساء
ايمن عبد الجواد
تفاءلوا.. تصحوا!!



الدراسات الحديثة تقول لنا تفاءلوا. فالتفاؤل يقوي جهاز المناعة ويحمي من الأمراض.
ومن أسرار عبقريتنا نحن المصريين أننا لا نستسلم للضغوط أو مناخ الكآبة والحزن بل نسخر منه ونحوله إلي نكتة خفيفة الظل نضحك منها وعليها. حتي لا تكتم علي قلوبنا وتصيبنا بالسكر وضغط الدم وكل الأمراض المزمنة.
ولأننا بالاضافة إلي عبقريتنا شعب مؤمن- هكذا نصف أنفسنا- فإننا نرفض التشاؤم لأنه من الشيطان ونتحايل علي الواقع بالبحث عن حدوتة تسلينا وتلهينا عن الظروف الصعبة التي تحيط بنا من كل اتجاه حتي نحتفظ بقدرتنا علي التفاؤل.
والحواديت لا تنتهي. مرة "ياسمين النرش والضابط" وأخري "الوزير وابن الزبال" وثالثة "التحفظ علي شركة أبوتريكة" ورابعة "مليونية خلع الحجاب" وخامسة "ممارسة العلاقات الحميمية بغير زواج" وسادسة "صراعات الأحزاب" التي مازالت تتصور أن لها وزناً أو تأثيراً في الشارع.
وغيرها من القصص والحكايات التي أصبحت مقرراً يومياً. ولدينا من الفضائيات ما يكفي لتغييب الأمة كلها وليس مصر فقط حيث تتفنن في إثارة موضوعات بعينها تجذب المشاهدين الي حين التوصل الي فكرة جديدة حتي يظل الناس منفصلين عن مشاكلهم وواقعهم.
وهكذا.. تأخذنا تلك الملهاة لجزيرة أبعد من الخيال علي رأي العندليب. حتي يحتفظ رب الأسرة بقدرته علي التفاؤل في ظل صراع يومي لتوفير متطلبات المعيشة الضرورية يواكبه إنفلات متواصل في الأسعار طال كل شيء.. من الطعام والشراب والدواء.. إلي الخدمات الحكومية من كهرباء ومياه وغاز وخلافه. وتحت كلمة "خلافه" ضع ما شئت من الخطوط.
الطريف أن الإعلام الإسرائيلي بوسائطه المختلفة من تليفزيون وصحافة ومواقع إلكترونية أفرد مساحات كبيرة لقضية غلاء الأسعار في مصر باعتبار أن الاعلام المصري مشغول بقضايا أخري من نوعية "الوزير والزبال" وكيف تقضي ياسمين النرش بنت الذوات لياليها في سجن القناطر؟!
الإعلام الاسرائيلي الذي تساءل عن كيفية تدبير المصريين لشئونهم. عقد مقارنة بين أسعار السلع ودخول المواطنين في تل أبيب والقاهرة وجاءت الأولي متشابهة الي حد بعيد والثانية والخاصة بالمرتبات لن أذكرها حفاظاً علي روح التفاؤل.
المثير ان الحكومة تسير مثل القطار ولا تنظر خلفها أو حولها ويتحدث المسئولون عن بدء المرحلة الثانية من رفع الدعم وكأنهم في واد آخر ولا يشعرون بحجم المعاناة أو أن تلك القرارات لها قدسية ولا يمكن وقفها أو تأجيلها قليلا حتي يلتقط الناس أنفاسهم.. ورغم ذلك لدينا مائة سبب للتفاؤل. أهمها أن نقي أنفسنا من الأمراض.. وصحتنا بالدنيا!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف