الأخبار
جلال دويدار
توقيت وهدف.. حوار الأمير السعودي «القوي»؟
توجه قوي وفاعل، عبر عنه سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية وابن عاهلها خادم الحرمين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز فيما يتعلق بمسيرة العلاقات الأخوية والمصيرية مع مصر. لا يخفي علي أحد التأثيرات الايجابية لما تناوله هذا المسئول السعودي القوي فيما جاء في حواره التليفزيوني الشامل علي شاشة قناة العربية الفضائية بالنسبة لمستقبل العلاقات بين البلدين الشقيقين مصر والسعودية. هناك توقعات بأن تشهد هذه العلاقات تطوارت متعاظمة بعد ان تلاشت الغيوم حولها بعد اللقاء الأخير بين الرئيس السيسي والملك سلمان في الرياض.
ما ذكره الأمير محمد في هذا الشأن يحمل معاني ومؤشرات كبيرة في مقدمتها الحفاظ والحماية للأمن القومي العربي. ما تم التأكيد عليه علي لسان الأمير محمد يعد بمثابة ترسيخ لما تأسست عليه العلاقة التاريخية بين مصر والسعودية والتي وضع ركائزها المغفور له الملك عبدالعزيز بن سعود مؤسس وموحد الدولة السعودية.
قال ولي ولي عهد السعودية في حواره الذي تم اختيار توقيته بعناية سياسية بالغة لا تخفي أهدافها.. إن العلاقات المصرية السعودية صلبة وقوية. حرص علي أن يؤكد وفي إطار ما تمثله هذه العلاقات للبلدين وللأمة العربية أنه لم يصدر أي موقف سلبي من جانب مصر تجاه شقيقتها السعودية ولا موقف سلبي من جانب السعودية تجاه مصر. إن ما يعنيه حديث الأمير هو الإشارة إلي أنه كان هناك حرص من جانب الطرفين علي التواصل وعلي استمرار روابطهما حتي في فترة ما شاب هذه العلاقات من اختلاف لوجهات النظر.. وهو ما تم معالجته من خلال تضافر الجهود والفهم المشترك. كان واضحا وحاسما عندما أعلن بصراحة وجرأة عن فشل المحاولات التي تبنتها جماعة الإرهاب الإخواني من أجل الإضرار بالعلاقات بين البلدين الشقيقين باستخدام جميع الوسائل للوقيعة بينهما.
رداً علي ما تم ترديده والترويج له متعلقاً بشأن وقف المشروعات التي كانت قد تم إقرارها خلال زيارة الملك سلمان لمصر العام الماضي.. فقد كان شيئا له معني أن يؤكد الأمير استمرار خطوات تنفيذها. يأتي في مقدمة هذه المشروعات إقامة جسر الملك سلمان عبر البحر الأحمر وسيناء ليربط السعودية ودول الخليج برياً بمصر. أعلن أن هذا المشروع القومي هو لمنفعة البلدين وكل دول الخليج بما يقدمه من خدمة للتبادل التجاري وباعتباره همزة وصل بين الشرق والغرب. بالطبع فإنه لا يمكن الفصل بين مضمون ما جاء في هذا الحوار والمبادرة التي تم اتخاذها بعودة تصدير شحنات البترول السعودي إلي مصر والتي كانت قد توقفت.
وعلي ضوء الدور الذي يضطلع به الأمير محمد بن سلمان في التخطيط لمستقبل المملكة السعودية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا حتي عام ٢٠٣٠ وتواصلا مع هذا الدور.. كان لابد من أن يتطرق في حواره إلي العديد من الخطوات الحالية والمستقبلية لتحقيق هذا الهدف النهضوي. أشار إلي ما يتضمنه هذا المخطط من توفير حياة أفضل للشعب السعودي في كل النواحي. قال إن ذلك يشمل أيضا التصنيع العسكري والمدني. تطرق الي طرح أسهم شركة أرامكو أكبر كيان اقتصادي سعودي للمواطنين حيث قال أنه سوف يوفر سيولة نقدية ضخمة لتمويل صندوق الاستثمارات العامة.
لا جدال أن حوار الأمير محمد بن سلمان دينامو الدولة السعودية له معني مقصود إنه يستهدف الصالح المحلي السعودي وصالح العلاقات المصرية السعوية التي تعد محوراً أساسياً لضمان أمن واستقرار الأمة العربية وكل منطقة الشرق الأوسط.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف