الأهرام
محمد حسين
هتاف.. «المحنة» !
أن يعود الهتاف القديم، الذى طالما تعامل معه المصريون بالسخرية والاستهجان، واعتبروه دوما عنوانا غير لائق للاستجداء بعد أن كاد يختفى من حياتهم، منذ الاطاحة بحكم الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك، فإن الامر بلا شك مؤسف ومحزن، ويثير الغضب والاستياء.

عودة هتاف «المنحة يا ريس» فى احتفال العمال بعيدهم، لم تكن مجرد طلب استثنائى بـ «مساعدة»، تعين على تكاليف الحياة الباهظة، وانما كانت فى الحقيقة صرخة استغاثة، للخروج من «محنة» اكثر من طلب «منحة».

حقا ان الهتاف لم يكن مناسبا، ولائقا، بعد كل ما حدث فى مصر، وبعد كل المياه التى جرت تحت الجسور، وبعد هتاف الغضب الشهير: «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، ولكن الهتاف ــ الآن ــ يعبر عن أزمة طاحنة للعمال الذين تدهورت أحوالهم، مع ارتفاع الاسعار الفالت، وتفاقم البطالة وتدنى الاجور واغلاق الآف المصانع، وعدم وجود كيان عمالى حر يدافع عنهم.

لا يليق بمصر وعمال مصر، أن تتردد مثل هذه «الهتافات» التى لا تعنى الا شيئا واحدا: أن كل الامور ليست على ما يرام. وأن هناك حقوقا عمالية ضرورية غائبة، وقوانين وتشريعات لازمة لابد أن تصدر، وتضمن للعمال الحماية والاجور العادلة، حتى ينسوا هذا الهتاف الذى لا يليق.

> فى الختام.. يقول الشاعر الراحل سيد حجاب:

«من انكسار الروح فى دوح الوطن

ييجى احتضار الشوق فى سجن البدن».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف