كتبها أمير الشعراء من عشرات الأعوام وبدت كأنها من بنات أفكار هذه الأيام.
سجل فيها مجد جامع القاهرة وشيوخه الكرام وعلمه واجتهاده واعتداله ومقاومته لنوائب الدهر ومكر اللئام.
ارتفعت من مآذنه كلمة الله أكبر وانتشرت أنوار العلوم من القاعات والساحات والأعمدة والمنبر ولا بأس أن نمر علي معني الأزهرين والزهراوين والأزهر.
كتب أحمد شوقي القصيدة سنة 1924 بمناسبة إصلاح الأزهر تشتمل علي 48 بيتاً من البحر الكامل. تمر عليها هذا العام 2017م "93 عاما" وتمر 1045 عاما علي افتتاح الجامع الكبير و1042 عاما علي بداية دروس العلم في ساحته وحول أعمدته وبعد ذلك في رحاب جامعته.
يقول أمير الشعراء في مطلع قصيدته الغراء:
قم في فم الدنيا وحي الأزهرا وانثر علي سمع الزمان الجوهرا
وأذكره بعد المسجدين معظما لمساجد الله الثلاثة مكبرا
ويقول في حق شيوخ الأزهر الذين حملوا لقب شيخ الإسلام قبل الإمام الأكبر:
واخشع مليا واقضي حق أئمة
طلعوا به زهرا وماجوا أبحرا كانوا أجل من الملوك جلالة
وأعز سلطانا وأفخم مظهرا زمن المخاوف كان فيه جنابهم
حرم الأمان وكان ظلهم الذرا
وكان المواطن المصري ينادي: يا خراشي إذا تعرض لظلم أو قهر.
والشيخ محمد الخراشي هو أول شيوخ الأزهر "1679 - 1690".
وروي لي مواطن مصري مسيحي انه حصل علي حقه في إحدي الوظائف الجامعية بفتوي من الأزهر بعد ظلم تعرض له في عهد الإمام الأكبر الراحل د. عبدالحليم محمود "73 - 1978".
وعن المتطاولين علي مقام الأزهر وشيوخه يقول شوقي:
لا تحذ حذو عصابة مفتونة يجدون كل قديم شيء منكرا
ولو استطاعوا في المجامع أنكروا من مات من آبائهم أو عمرا
وعن فضله في نشر العلوم الدينية والدنيوية في مصر والعالم العربي والإسلامي يقول أمير الشعراء:
يا معهداً أفني القرون جدارة وطوي الليالي ركبه والأعصُرا
وسما بأروقة الهدي فأحلها فرع الثريا وهي في أصل الثري
ومشي إلي الحلقات فانفجرت له حلقا لهالات السماء منورا
حتي ظننا الشافعي ومالكا وأبي حنيفة وابن حنبل حضرا
وهم حضور بالفعل بمصنفاتهم واجتهادهم وتلاميذهم عبر الأجيال والعصور.
وللأزهر مكانة عظمي في شتي الآفاق ليس في مصر والدول العربية فحسب. بل في جميع دول العالم الإسلامي.
وفي اندونيسيا سنة 2010 استقبلوا رحلة أوائل الثانوية الأزهرية بنشيد الهجرة المشرفة:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
ويفخر كل من تعلم في الجامع والجامعة انه من أبناء الأزهر الشريف.
واسم الأزهر في اللغة العربية يعني المشرق والمضيء وشديد البياض.
والجمع زُهر بضم الزين والمؤنث زهراء والجمع زهراوات.
وفي الحديث الشريف عن النبي صلي الله عليه وسلم: "أكثروا من الصلاة عليَّ في الليلة الغراء واليوم الأزهر" أي ليلة الجمعة ويومها.
والأزهر: القمر.
والأزهران: الشمس والقمر.
والزهراوان: سورتا البقرة وآل عمران.
والزهراء: لقب السيدة فاطمة صغري بنات النبي صلي الله عليه وسلم ولدت يوم الجمعة في السنة الخامسة قبل البعثة المشرفة "20 من جمادي الآخرة" من أهل العلم والبيان. ترجح أغلب الروايات ان اسم الأزهر نسبة إليها رضي الله عنها.
بدأ العمل في بناء الجامع الأزهر "359 هـ - 970 م" وانتهي "361 هـ - 972 م" وأول صلاة يوم الجمعة 7 رمضان 361 هـ بحضور الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وأول دروس العلم كان سنة 975 م حمل اسم جامع القاهرة ثم الأزهر.
- تأسست هيئة كبار العلماء 1611 في مشيخة الشيخ سليم البشري. تولي الشعب مرتين "1899 - 1903" ومن "1909 - 1916" وألغيت .1961
- أعادها الإمام الأكبر الحالي د. أحمد الطيب .2012
- انشئت ثلاث كليات للشريعة وأصول الدين واللغة العربية بالقانون 49 لسنة 1930. أعد خلال المشيخة الأولي للشيخ محمد مصطفي المراغي "28 - 1929" "المشيخة الثانية 35 - 1945" وتم التنفيذ في مشيخة الشيخ الأحمدي الظواهري "29 - 1935".
- تحول إلي جامعة رسمية بصدور قانون تطوير الأزهر الذي أصدره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ويوافق العام الحالي الذكري المئوية لميلاد الشيخ جاد الحق علي جاد الحق "1917 - 1996". شيخ الأزهر "1982 - 1996" وتمضي مسيرة الأزهر عبر الزمان ويبقي رمزاً للوسطية والاعتدال وداعياً للسلام والأمان وحارساً للغة الفصاحة والبيان. تشرق منه شمس العلم والإيمان في كل مكان "فبأي آلاء ربكما تكذبان".