المصرى اليوم
سمر الدسوقى
«اسأل الرئيس» وبابا الفاتيكان.. مصر عادت شمسك الذهب
كنت قد شرفت بحضور مناسبتين خلال الأسبوع الماضي، ربما لن تسعفني الكلمات في وصف مشاعري كمصرية خلالهما، سوى أني قد شعرت بعودة مصر، نعم عودة مصر لدورها الريادي سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي وكذلك الدولي، أولهما المؤتمر الوطني الدوري للشباب، والذي عقد بمحافظة الإسماعيلية كواحد من المؤتمرات الدورية التي عقدت في أعقاب المؤتمر الوطني الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ، بهدف متابعة نتائج وتوصيات المؤتمر الأول، وكذلك الالتقاء بنماذج مختلفة من الشباب والتعرف على أفكارهم ورؤاهم، والتى جاءت جميعها لتثبت نجاح القيادة السياسية في فتــح قنــوات اتصال فعالة بيـنها وبين الشباب، بفضل الجهد التنظيمي الواعي الذي يعد الجندي الخفي وراء نجاح هذه المؤتمرات، بل تقديمها في كل مرة برامج ومبادرات جديدة واعدة ونماذج شبابية واعية يتم اختيارها بعيدا عن أي وساطة كما لمست هذا من خلال حديثي معهم بنفسي، فقد كانت أفكارهم الخلاقة وقدرتهم على الإبداع والمشاركة الإيجابية في بناء هذا الوطن هي وساطتهم الوحيدة التي أتاحت لهم فرصة المشاركة والحضور، كان من أبرز هذه المبادرات هذه المرة مبادرة «اسأل الرئيس»، والتي أطلقت عبر الموقع الإلكتروني للمؤتمر بهدف إتاحة الفرصة أمام كافة المواطنين للتواصل المباشر مع الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال طرح استفساراتهم وأسئلتهم بل والتعبير عن آرائهم في كافة الموضوعات، حيث نجحت خلال ثلاثة أيام فقط في استقبال ما يزيد على 172 ألف تساؤل حول كافة هموم وقضايا الوطن، ولأول مرة ودون أدنى تحيز أو اختيار لبعض التساؤلات دون غيرها جلس سيادة الرئيس وقام مباشرة وأمام الرأي العام بالإجابة عنها، في بادرة غير مسبوقة، بل وتحسب إيجابيا أولا للقيادة السياسية ورغبتها الحقيقية في تقديم مصلحة هذا الوطن على أي مصالح أخرى، وثانيا للقائمين على إدراتها تنظيما الذين نجحوا خلال فترة زمنية بسيطة في تحليل وتصنيف هذه التساؤلات بشكل علمي مقنن، وهو ما يجعلنا نتطلع مع هذا الانفراد والتميز إلى استمرارها بشكل دائم ومستمر، فلاشك أننا بحاجة فعلية لمثل هذه المبادرات الناجحة لتحقيق التواصل المستمر بين الرئيس والمواطنين بحيث تكون حائط الصد أمام العديد من المحاولات المغرضة التي يقوم بها البعض لزعزعة أركان هذه العلاقة، على أن يعقد لها جلسة للمناقشة والحوار بشكل دوري ولتكن شهريا يتم بثها من خلال قنوات الإعلام المحتلفة، أما المبادرة الثانية والتي نجح المؤتمر في عرضها بصورة مميزة فهي دعوة شبابه من المشاركين لشباب العالم لزيارة مصر وتبادل الرؤى والأفكار حول العديد من المشكلات والقضايا الإقليمية والدولية العالقة، وهو ما يعد في نظري أكبر دعاية سياحية لمصر وتأكيد على دورها الريادي في المنطقة، بل تقويض لفكرة نجاح شبح الإرهاب في التواجد بربوعها، وهو ما أبرزته فيما بعد المناسبة الثانية التي شرفت بحضورها وهي زيارة بابا الفاتيكان لمصر، وتنقله في مناخ آمن بين ربوع مصر من خلال صورة مبهرة تناقلتها وسائل الإعلام العالمية، لتقدم وبدون أي رسائل مباشرة صورة حقيقية عن مصر الأمن والأمان، وعن تلاحم شطري من المسلمين والاقباط في نسيج واحد لن تستطيع أي محاولات مغرضة النيل منه، وهو ما يدعونا هنا إلى ضرورة استغلال هذا الحدث بصورة أكبر في الترويج والدعاية لمصر طوال العام من خلال إطلاق موقع إلكتروني لا يكتفي بتوثيق هذه الزيارة بقدر ما يخلق نوعا من التواصل بيننا وبين مواطني دول العالم حيث يتبادل معهم الآراء والأفكار وردود الافعال حولها، ويقدم لهم صورة عن الأماكن التي قام البابا بزيارتها ويدعوهم إلى خوض نفس التجربة، وهو ما ينقل للعالم صورة واقعية عن مصر بعيدا عن الصور المشوهة التي يحاول البعض من آن لأخر تقديمها بها كبلد يتغلل به الإرهاب، مع أن الأمر لا يتعدى أكثر من بعض الحوادث الفردية المتفرقة والتي باتت تحدث على فترات زمنية متباعدة كأي بلد، خاصة لو كان بلد تستهدفه وتحاك ضده مؤامرات دولية للنيل من وحدة أراضيه، ومع هذا نجح في مواجهتها، علينا فقط استغلال هذا النجاح من خلال مثل هذه المناسبات، لتقديم مصر بصورتها الحقيقية للعالم، و«مصر عادت شمسك الذهب».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف